بعد فترة غياب استمرت لنحو خمسة أعوام عن الساحة الدرامية والتمثيلية في الشهر الكريم، يستعد المطرب الشعبي والفنان سعد الصغير للعودة بقوة إلى جمهوره خلال موسم رمضان المقبل، وذلك من خلال عمل فني جديد يحمل عنوان «فرصة عمل». وتأتي هذه العودة لتكسر حاجز الغياب الطويل الذي باعد بين «الصغير» وبين عشاقه الذين اعتادوا على حضوره المميز، سواء في الأعمال السينمائية أو الدرامية التي تمزج بين الكوميديا والغناء الشعبي.
تفاصيل العودة المرتقبة
يعد انضمام سعد الصغير لفريق عمل «فرصة عمل» بمثابة خطوة جديدة لإعادة اكتشاف تواجده الفني بعيداً عن مجال الغناء وإحياء الحفلات أو تقديم البرامج التلفزيونية التي انشغل بها في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن يحمل العمل طابعاً اجتماعياً كوميدياً، وهو اللون الذي برع فيه سعد الصغير وحقق من خلاله نجاحات سابقة، حيث يعتمد العمل على المفارقات الدرامية التي تناسب الأجواء الرمضانية العائلية.
مسيرة حافلة ومحطات فنية لا تنسى
لفهم أهمية هذه العودة، يجب النظر إلى السياق التاريخي لمسيرة سعد الصغير الفنية. فقد بدأ مشواره كعازف إيقاع قبل أن يتحول إلى واحد من أبرز نجوم الغناء الشعبي في مصر في أوائل الألفية. لم يكتفِ سعد بالغناء، بل اقتحم عالم السينما والتمثيل من أوسع أبوابه، محققاً إيرادات ضخمة في شباك التذاكر من خلال أفلام أيقونية في السينما الشعبية مثل «لخمة راس»، «قصة الحي الشعبي»، و«حصل خير». تميزت أعماله بخلطة خاصة تجمع بين «الإفيه» الكوميدي والاستعراض الغنائي، مما جعله امتداداً لجيل من المطربين الشعبيين الذين نجحوا في التمثيل مثل أحمد عدوية وحكيم.
غياب عن الدراما وحضور إعلامي
خلال السنوات الخمس الماضية، ورغم غيابه عن المشاركة في مسلسلات رمضان أو الأعمال المسرحية الكبرى، لم يغب سعد الصغير عن الشاشة تماماً. فقد ركز جهوده بشكل كبير على الجانب الإعلامي من خلال تقديم برامج تلفزيونية فنية واجتماعية على قنوات مثل «الشمس»، حيث استضاف العديد من نجوم الفن والطرب. إلا أن الجمهور ظل يترقب عودته كممثل، خاصة وأن حضوره يضفي نكهة خاصة من البهجة والبساطة التي تميز الفن الشعبي المصري.
المنافسة في الماراثون الرمضاني
تكتسب عودة سعد الصغير أهميتها من طبيعة الموسم الرمضاني نفسه، الذي يُعد «السوق الأكبر» للدراما في العالم العربي. فالمشاركة في هذا الموسم تعني التواجد في كل بيت مصري وعربي، وتعتبر مقياساً حقيقياً لنجومية الفنان وقدرته على الاستمرار. وفي ظل التنوع الكبير في الأعمال المعروضة ما بين التراجيديا والوطنية والكوميديا، يأتي عمل مثل «فرصة عمل» ليملأ مساحة مطلوبة من الأعمال الخفيفة التي تبحث عنها الأسرة العربية بعد الإفطار.
ختاماً، يترقب النقاد والجمهور على حد سواء كيف سيظهر سعد الصغير في ثوبه الجديد، وهل سيتمكن «فرصة عمل» من إعادة بريقه التمثيلي كما كان في سنوات تألقه السينمائي، ليكون هذا العمل بمثابة انطلاقة ثانية لمسيرته الفنية.


