في خطوة استباقية تهدف إلى تعزيز معايير الصحة العامة وحماية المستهلكين، أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في المملكة العربية السعودية لائحة محدثة تضم 15 شرطاً فنياً وصحياً لتنظيم عمل محلات بيع العصائر الطازجة. يأتي هذا القرار في إطار الجهود الحكومية المستمرة لضمان أعلى مستويات السلامة الغذائية في قطاع الأغذية والمشروبات الذي يشهد نمواً متسارعاً وإقبالاً كبيراً من كافة شرائح المجتمع.
السياق العام وأهمية التنظيم
شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لمحلات العصائر الطازجة والمشروبات الصحية، مدفوعة بتزايد الوعي بأهمية النمط الغذائي الصحي. ومع هذا التوسع، برزت الحاجة الماسة لوجود إطار تنظيمي واضح وصارم يضمن سلامة المنتجات المقدمة، خاصة وأن العصائر الطازجة تعتبر من المواد سريعة التلف والحساسة للبكتيريا إذا لم يتم التعامل معها وفقاً لأفضل الممارسات الصحية. تهدف هذه الاشتراطات الجديدة إلى سد أي ثغرات تنظيمية قد تستغلها بعض المنشآت، وتوحيد المعايير المطبقة في جميع أنحاء المملكة.
أبرز ملامح الاشتراطات الجديدة
على الرغم من عدم الكشف عن القائمة الكاملة للشروط الخمسة عشر، إلا أن مثل هذه اللوائح عادةً ما تركز على عدة محاور أساسية لضمان سلامة المنتج من المصدر وحتى وصوله للمستهلك. تشمل هذه المحاور غالباً ما يلي:
- مصادر الفواكه والخضروات: اشتراطات تتعلق بضرورة أن تكون المكونات من مصادر موثوقة، وطازجة، وخالية من علامات التلف.
- النظافة والتعقيم: معايير صارمة لنظافة المعدات والأدوات المستخدمة في التقطيع والعصر، بالإضافة إلى نظافة الأسطح والأرضيات والمحل بشكل عام.
- صحة العاملين: إلزام جميع العاملين بالحصول على شهادات صحية سارية المفعول، والالتزام بارتداء الزي الرسمي النظيف وغطاء الرأس والقفازات أثناء تحضير العصائر.
- التخزين والتبريد: تحديد درجات حرارة مناسبة لحفظ الفواكه والعصائر المحضرة لضمان عدم نمو الميكروبات.
التأثير المتوقع على السوق والمستهلك
من المتوقع أن يكون لهذه اللائحة تأثير إيجابي متعدد الأبعاد. على الصعيد المحلي، سيشعر المستهلك بمزيد من الثقة والأمان عند شراء العصائر الطازجة، مما يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء. أما بالنسبة لأصحاب المحلات، فإن الالتزام بهذه الشروط سيعزز من سمعة منشآتهم ويمنحهم ميزة تنافسية، حيث يفضل المستهلكون التعامل مع الأماكن الموثوقة التي تضع صحتهم أولوية. كما تساهم هذه الإجراءات في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج “جودة الحياة”، من خلال توفير خيارات غذائية آمنة وصحية للمواطنين والمقيمين. وعلى المستوى الإقليمي، تضع هذه الخطوة المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الرقابة على سلامة الغذاء، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية آمنة وصحية.


