أكد مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية أن الاتفاقية المبرمة مؤخراً مع شركة "هيوماين" تمثل نقلة نوعية في مسار الوزارة نحو تبني أحدث التقنيات العالمية، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تهدف بشكل أساسي إلى توطين حلول الذكاء الاصطناعي وتعزيز البنية التحتية الرقمية للخدمات الأمنية والمدنية في المملكة العربية السعودية.
سياق التحول الرقمي ورؤية 2030
تأتي هذه الاتفاقية في وقت تشهد فيه المملكة حراكاً تقنياً غير مسبوق، يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع التحول الرقمي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صلب أولوياتها. وتعمل وزارة الداخلية، التي تعد من الجهات الحكومية الرائدة في هذا المجال بفضل منصات مثل "أبشر"، على تعزيز ريادتها من خلال دمج تقنيات المستقبل في عملياتها التشغيلية. إن التوجه نحو توطين التقنية ليس مجرد خيار ترفي، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية وبناء كفاءات وطنية قادرة على إدارة وتطوير هذه الأنظمة المعقدة.
أهمية توطين الذكاء الاصطناعي
يركز التعاون مع "هيوماين" على نقل المعرفة وتوطين الصناعة التقنية، وهو ما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي تقودها "سدايا". وتكمن أهمية هذا التوطين في عدة نقاط جوهرية:
- الأمن السيبراني والسيادة: الاعتماد على حلول مطورة محلياً أو موطنة يقلل من المخاطر المرتبطة بسلاسل التوريد التقنية الخارجية.
- الكفاءة التشغيلية: استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة يساعد في اتخاذ قرارات أمنية وإدارية أكثر دقة وسرعة.
- تطوير الكوادر البشرية: تفتح مثل هذه الاتفاقيات الباب أمام المهندسين والمبرمجين السعوديين للعمل على تقنيات عالمية متقدمة داخل المملكة.
التأثير المتوقع محلياً وإقليمياً
من المتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات واسعة النطاق تتجاوز حدود الوزارة. فعلى الصعيد المحلي، ستساهم الحلول الذكية في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين من خلال خدمات أكثر سلاسة وأنظمة أمنية استباقية تعتمد على التنبؤ والتحليل. أما إقليمياً، فإن نجاح وزارة الداخلية السعودية في دمج هذه التقنيات المتقدمة يعزز من مكانة المملكة كمركز تقني إقليمي، ويجعلها نموذجاً يحتذى به في توظيف التكنولوجيا لخدمة الأمن والتنمية.
وفي الختام، شدد مساعد وزير الداخلية على أن الوزارة ماضية في عقد الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات التقنية لضمان بقاء المملكة في طليعة الدول المتقدمة في مجال الحكومة الإلكترونية والحلول الأمنية الذكية.


