شهدت منطقة حائل، وتحديداً المرتفعات الغربية منها، حدثاً مناخياً مميزاً حيث اكتست قمم جبال "أجا" الشهيرة باللون الأبيض، عقب تساقط كميات من الثلوج وحبات البرد الكثيفة، مما حول المنطقة إلى لوحة فنية طبيعية خلابة جذبت أنظار الأهالي والزوار على حد سواء.
مشهد استثنائي في عروس الشمال
تزينت جبال أجا الجرانيتية الشاهقة، التي تعد من أبرز المعالم التضاريسية في المملكة العربية السعودية، بحلة بيضاء ناصعة، مشكلة تبايناً بصرياً مذهلاً مع صخورها الداكنة والرمال الذهبية المحيطة بها. وقد وثق العديد من المصورين وهواة الطقس هذه اللحظات النادرة، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً تظهر جمال الطبيعة في حائل، مما جعل وسم المنطقة يتصدر قوائم الترند في المملكة.
الأهمية الجغرافية والسياحية لجبال أجا
تكتسب هذه الظاهرة أهمية خاصة نظراً لمكانة جبال أجا الجغرافية والتاريخية. فهذه السلسلة الجبلية التي تمتد غرب مدينة حائل، تشكل مع جبال سلمى علامة فارقة في تضاريس الجزيرة العربية. وعندما تعانق الثلوج هذه القمم، تتحول المنطقة إلى وجهة سياحية شتوية من الطراز الأول. يتدفق المتنزهون ومحبو الرحلات البرية (الكشتات) للاستمتاع بالأجواء الباردة ومشاهدة الثلوج، مما ينعكس إيجاباً على الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة، ويعزز من مكانة حائل كوجهة سياحية متنوعة التضاريس والمناخ.
السياق المناخي: شتاء شمال المملكة
يأتي هذا التساقط الثلجي ضمن الحالة المناخية التي تتأثر بها المناطق الشمالية للمملكة العربية السعودية خلال فصل الشتاء. فمن المعروف مناخياً أن مناطق مثل حائل، تبوك، والجوف تقع ضمن نطاق تأثر الكتل الهوائية القطبية الباردة القادمة من الشمال. هذه الموجات غالباً ما تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، مما يهيئ الفرصة لتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية.
دعوات لتوخي الحيطة والحذر
وفي ظل هذه الأجواء الشتوية والتقلبات الجوية، عادة ما تطلق الجهات المعنية، مثل الدفاع المدني والأرصاد الجوية، تحذيرات للمواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحيطة والحذر. حيث يتسبب ذوبان الثلوج وتساقط الأمطار في جريان الأودية والشعاب، بالإضافة إلى تدني مدى الرؤية الأفقية واحتمالية الانزلاقات على الطرق الجبلية، مما يستدعي الالتزام بتعليمات السلامة أثناء التنزه والاستمتاع بهذه الأجواء الاستثنائية.


