spot_img

ذات صلة

أوكرانيا تستهدف ناقلة روسية في المتوسط لأول مرة

في تطور لافت ومفاجئ يمثل تحولاً نوعياً في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، أفادت تقارير باستهداف القوات الأوكرانية لناقلة نفط روسية في مياه البحر الأبيض المتوسط. وتعد هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تخرج فيها العمليات العسكرية المباشرة بين الطرفين عن نطاق البحر الأسود والأراضي الأوكرانية والروسية، لتصل إلى المياه الدولية في المتوسط، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد جديدة وخطيرة.

تحول استراتيجي في المعارك البحرية

يمثل هذا الهجوم نقلة استراتيجية في التكتيكات الأوكرانية، حيث انحصرت المواجهات البحرية سابقاً في حوض البحر الأسود وبحر آزوف. وقد اعتادت كييف على استهداف القطع البحرية الروسية بالقرب من شبه جزيرة القرم أو الموانئ الروسية مثل نوفوروسيسك باستخدام الزوارق المسيرة والصواريخ المجنحة. إلا أن الوصول إلى هدف في البحر المتوسط يشير إلى تطور كبير في القدرات الاستخباراتية واللوجستية لأوكرانيا، أو ربما استخدام أساليب التخريب عبر وحدات خاصة، وهو ما يضع الأسطول التجاري والعسكري الروسي في حالة تأهب قصوى خارج مناطق النزاع التقليدية.

خلفية الصراع البحري واستهداف إمدادات الطاقة

منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، شكلت الجبهة البحرية محوراً أساسياً في الصراع. نجحت أوكرانيا، رغم عدم امتلاكها لأسطول بحري تقليدي ضخم، في توجيه ضربات موجعة للبحرية الروسية، كان أبرزها إغراق الطراد "موسكفا"، واستهداف مقر قيادة أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على جسر القرم. وتأتي عملية استهداف الناقلة في المتوسط كجزء من استراتيجية كييف لخنق الاقتصاد الروسي، وتحديداً صادرات النفط التي تعد الشريان الرئيسي لتمويل الآلة العسكرية لموسكو.

تهديد "الأسطول الظل" وتداعيات الطاقة

يرتبط هذا الحدث بشكل وثيق بملف "الأسطول الظل" الروسي، وهي مجموعة من الناقلات التي تستخدمها موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية وتصدير النفط بأسعار تتجاوز السقف السعري المفروض. استهداف ناقلة في المتوسط يرسل رسالة واضحة بأن طرق التجارة الروسية لم تعد آمنة حتى في المياه البعيدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التأمين والشحن البحري على السفن الروسية، ويزيد من تعقيد سلاسل الإمداد العالمية للطاقة.

المخاطر الجيوسياسية في المتوسط

يحمل نقل المعركة إلى البحر المتوسط مخاطر جيوسياسية كبيرة، نظراً للازدحام الشديد في هذه المنطقة بالسفن التجارية والعسكرية التابعة لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو). إن أي خطأ في التقدير أو اتساع رقعة الاستهداف قد يؤدي إلى احتكاكات دولية غير محسوبة. كما يطرح هذا الهجوم تساؤلات حول كيفية رد الفعل الروسي، وما إذا كانت موسكو ستلجأ إلى توسيع دائرة استهدافها للسفن التجارية المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية عبر ممرات أخرى، مما ينذر بمرحلة أكثر تعقيداً ودموية في حرب الاستنزاف المستمرة.

spot_imgspot_img