أعربت الأمم المتحدة عن إدانتها الشديدة وقلقها البالغ إزاء قيام جماعة الحوثي (أنصار الله) باحتجاز موظفين إضافيين تابعين لمنظمات أممية ودولية في اليمن، واصفة هذه الإجراءات بأنها تعسفية وتشكل انتهاكاً صارخاً لامتيازات وحصانات موظفي الأمم المتحدة.
ويأتي هذا التصعيد الجديد ليضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي طالت العمل الإنساني في اليمن، حيث جدد مسؤولو الأمم المتحدة، بمن فيهم المدير العام لليونسكو والمفوض السامي لحقوق الإنسان، دعواتهم للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين. وأكدت المنظمة الدولية أن استمرار هذه الممارسات يقوض الثقة ويعيق الجهود الحيوية التي تبذلها الوكالات الدولية لمساعدة الشعب اليمني الذي يرزح تحت وطأة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
سياق حملة الاعتقالات وخلفياتها
لا يعد هذا الحادث معزولاً، بل يأتي في سياق حملة أمنية واسعة شنتها جماعة الحوثي منذ منتصف عام 2024. ففي يونيو الماضي، قامت الجماعة باحتجاز ما لا يقل عن 13 موظفاً من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات العاملين في منظمات غير حكومية محلية ودولية، وموظفين في بعثات دبلوماسية بصنعاء. وقد بررت الجماعة هذه الاعتقالات باتهامات تتعلق بـ “التجسس” لصالح جهات خارجية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية جملة وتفصيلاً، معتبرة إياها ذرائع لا أساس لها من الصحة تهدف للتضييق على العمل الإنساني.
تداعيات خطيرة على العمل الإنساني
يحذر مراقبون وخبراء في الشأن اليمني من أن استمرار استهداف عمال الإغاثة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الخارجية. إن بيئة العمل العدائية التي تفرضها سلطات الأمر الواقع في صنعاء تجبر المنظمات الدولية على تقليص عملياتها أو تعليقها حفاظاً على سلامة موظفيها، مما يعني حرمان الفئات الأشد ضعفاً من الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
الموقف الدولي والقانوني
من الناحية القانونية، يعد احتجاز موظفي الأمم المتحدة انتهاكاً للقانون الدولي ولاتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946. وقد دعت العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي جماعة الحوثي إلى احترام القانون الدولي الإنساني وضمان سلامة وأمن جميع العاملين في المجال الإنساني. ويشير هذا الإجماع الدولي إلى عزلة متزايدة قد تواجهها الجماعة إذا ما استمرت في نهجها التصعيدي ضد المجتمع الدولي، مما قد يعقد مسارات السلام المتعثرة أصلاً في اليمن.


