في إطار الجهود الأمنية المستمرة لمكافحة الإرهاب وضبط الأمن في المناطق الجنوبية من سوريا، تمكنت الجهات المختصة من تفكيك خلية نشطة متورطة في تهريب الأسلحة والذخائر لصالح تنظيم “داعش” الإرهابي، بالإضافة إلى دعم عصابات إجرامية محلية في محافظة السويداء. وتأتي هذه العملية النوعية كجزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب وقطع خطوط الإمداد عن الخلايا النائمة التي لا تزال تحاول زعزعة الاستقرار في المنطقة.
تفاصيل العملية الأمنية والمضبوطات
أفادت التقارير الميدانية بأن العملية جاءت بعد رصد استخباراتي ومتابعة دقيقة لتحركات أفراد الخلية المشبوهة، حيث تم نصب كمين محكم أدى إلى إلقاء القبض على عدد من المتورطين الأساسيين. وقد أسفرت العملية عن مصادرة كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة كانت معدة للتهريب. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن وجهة هذه الأسلحة كانت تنقسم إلى مسارين: الأول لدعم فلول تنظيم “داعش” المتواجدين في جيوب البادية السورية، والثاني لتعزيز سطوة عصابات الخطف والسرقة التي تنشط داخل المحافظة.
السياق الأمني في السويداء والجنوب السوري
تكتسب هذه العملية أهمية خاصة نظراً للوضع الأمني المعقد الذي تعيشه محافظة السويداء منذ سنوات. فالمحافظة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والمحاذية للبادية، عانت طويلاً من حالة فلتان أمني وانتشار للعصابات المسلحة التي تمتهن الخطف والابتزاز والتهريب عبر الحدود. ويشير الخبراء الأمنيون إلى وجود تداخل خطير ومتزايد بين الجريمة المنظمة والعمل الإرهابي، حيث تعتمد التنظيمات المتطرفة غالباً على شبكات التهريب المحلية لنقل السلاح والأموال، مستغلة التضاريس الصعبة للافلات من الرقابة.
الأهمية الاستراتيجية لقطع خطوط الإمداد
يعد تفكيك هذه الخلية ضربة موجعة للبنية اللوجستية لتنظيم “داعش” في الجنوب السوري. فمنذ خسارته لمناطق سيطرته الجغرافية الواسعة، تحول التنظيم إلى نمط حرب العصابات، معتمداً بشكل كلي على خطوط إمداد سرية ومعقدة لضمان استمراريته في البادية. إن قطع طريق الإمداد عبر السويداء يعني خنق هذه المجموعات وتقليص قدرتها التشغيلية على شن هجمات مباغتة ضد النقاط العسكرية أو التجمعات المدنية.
التداعيات المتوقعة محلياً وإقليمياً
على الصعيد المحلي، يتوقع أن تساهم هذه الضربة الأمنية في تخفيف حدة التوتر داخل السويداء، حيث يطالب الأهالي والفعاليات الاجتماعية باستمرار بضرورة وضع حد لانتشار السلاح غير الشرعي ولجم العصابات التي تروع الآمنين. أما إقليمياً، فإن جهود مكافحة تهريب السلاح وضبط الحدود تعد جزءاً أساسياً من الأمن الإقليمي لمنع عودة نشاط التنظيمات المتطرفة، مما يجعل نجاح هذه العملية خطوة إيجابية في مسار تعزيز الاستقرار في المنطقة الجنوبية ككل.


