في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الدولية، أفادت تقارير إعلامية عن قرار إيران بمقاطعة مراسم قرعة كأس العالم 2026. يأتي هذا القرار في وقت تتجه فيه أنظار عشاق الساحرة المستديرة نحو النسخة القادمة من المونديال، التي تعد حدثاً استثنائياً في تاريخ كرة القدم نظراً للتغييرات الجذرية التي ستشهدها البطولة.
سياق الحدث ومكان الاستضافة
لا يمكن فصل هذا القرار عن السياق الجغرافي والسياسي للبطولة القادمة. فمن المقرر أن تقام نهائيات كأس العالم 2026 بتنظيم مشترك غير مسبوق بين ثلاث دول في قارة أمريكا الشمالية: الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمكسيك. ونظراً للتوترات السياسية والدبلوماسية المعروفة بين طهران وواشنطن، فإن غياب الوفد الإيراني عن مراسم القرعة يحمل دلالات تتجاوز البعد الرياضي البحت، لتعيد إلى الأذهان تداخل السياسة بالرياضة في المحافل الدولية الكبرى.
مونديال 2026: نسخة تاريخية بامتياز
تكتسب هذه النسخة من كأس العالم أهمية خاصة، حيث قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة. هذا التوسع يعني زيادة حصة القارة الآسيوية من المقاعد، مما يعزز فرص المنتخب الإيراني – المصنف ضمن كبار القارة – في التواجد في النهائيات. ومع ذلك، فإن مقاطعة مراسم القرعة قد تؤثر على التنسيق اللوجستي والإداري الذي عادة ما يتم على هامش هذه الفعاليات بين وفود المنتخبات واللجنة المنظمة.
تاريخ إيران في المونديال والمواجهات السابقة
يمتلك المنتخب الإيراني تاريخاً حافلاً في نهائيات كأس العالم، حيث شارك في عدة نسخ سابقة وقدم مستويات قوية. ولعل الذاكرة الكروية لا تنسى المواجهات التي جمعت إيران بالولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً في مونديال فرنسا 1998 ومونديال قطر 2022، حيث وصفت تلك المباريات بأنها أكثر من مجرد تنافس رياضي. هذا التاريخ المشحون يلقي بظلاله دائماً على أي حدث يجمع الطرفين، حتى وإن كان مجرد مراسم سحب القرعة.
التأثيرات المتوقعة
على الرغم من أن مقاطعة القرعة لا تعني بالضرورة الانسحاب من التصفيات أو البطولة نفسها، إلا أنها ترسل رسالة احتجاجية واضحة. من الناحية الإجرائية، سيقوم الاتحاد الدولي (فيفا) بتمثيل المنتخب الغائب في الإجراءات البروتوكولية لضمان سير القرعة بانتظام. ومع ذلك، يبقى التساؤل مطروحاً حول كيفية تعامل المنظمين مع الترتيبات الخاصة بالمنتخب الإيراني في حال تأهله للنهائيات، خاصة فيما يتعلق بإصدار التأشيرات وتسهيل دخول البعثة الرياضية والمشجعين إلى الدول المستضيفة، وتحديداً الولايات المتحدة.


