وصلت مفاوضات قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30) إلى طريق مسدود حرج في ساعاتها الأخيرة، وذلك عقب إعلان الاتحاد الأوروبي رفضه القاطع لمسودة الاتفاق النهائية المقترحة، واصفاً إياها بأنها "تفتقر إلى الطموح اللازم" لمواجهة التحديات الوجودية التي يفرضها الاحتباس الحراري. وقد أثار هذا الرفض حالة من الفوضى الدبلوماسية، مما استدعى تمديد الجلسات في محاولة لإنقاذ القمة من الفشل التام.
أسباب الرفض الأوروبي وتفاصيل الخلاف
أكد المفاوضون الأوروبيون أن النص المطروح لم يتضمن التزامات واضحة وصريحة بشأن التخلص التدريجي الكامل من الوقود الأحفوري، واكتفى بصياغات فضفاضة حول "خفض الانبعاثات". ويرى الاتحاد الأوروبي، الذي يقود عادةً كتلة الدول الأكثر طموحاً في العمل المناخي، أن أي اتفاق لا يعالج السبب الجذري للتغير المناخي يعد تراجعاً عن المكتسبات التي تحققت في القمم السابقة، وتحديداً مخرجات قمة دبي (COP28) واتفاق باريس.
السياق التاريخي: قمة الأمازون والتوقعات العالية
تكتسب قمة COP30 أهمية استثنائية كونها تُعقد في البرازيل، وتحديداً في مدينة بيليم عند بوابة غابات الأمازون، التي تُعرف بـ "رئة العالم". وكان من المتوقع أن تكون هذه القمة نقطة تحول تاريخية، حيث تأتي في الموعد النهائي للدول لتقديم مساهماتها المحددة وطنياً (NDCs) الجديدة والمحدثة لعام 2035. وقد رفعت الرئاسة البرازيلية سقف التوقعات بالتركيز على حماية الغابات والعدالة المناخية، إلا أن الخلافات الجيوسياسية والاقتصادية بين الدول الصناعية والدول النامية حول التمويل لا تزال تشكل عقبة كأداء.
أهمية الحدث وتأثيره على مستقبل المناخ
يُنظر إلى فشل التوصل لاتفاق في COP30 على أنه ضربة قاصمة للجهود الدولية الرامية للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية. فبدون التزامات صارمة من الاقتصادات الكبرى، يحذر العلماء من أن العالم يتجه نحو سيناريوهات مناخية كارثية تشمل ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وفيضانات مدمرة، وتهديداً للأمن الغذائي العالمي.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
على الصعيد الاقتصادي، يعرقل هذا الجمود تفعيل صناديق التمويل المناخي الموجهة للدول الأكثر تضرراً، وهو ملف شائك طالما طالبت به دول الجنوب العالمي. سياسياً، يضع هذا الموقف الاتحاد الأوروبي في مواجهة مباشرة مع الدول المنتجة للنفط وبعض الاقتصادات الصاعدة التي تطالب بمرونة أكبر في الجداول الزمنية للتحول الطاقي، مما ينذر بمفاوضات ماراثونية قد تمتد لأيام إضافية.


