spot_img

ذات صلة

ترمب يلغي جمارك البرازيل: استقرار أسعار القهوة وانتعاش السوق

في خطوة اقتصادية لافتة تحمل أبعاداً تجارية وسياسية هامة، قرر الرئيس دونالد ترمب إلغاء الرسوم الجمركية التي كان من المزمع فرضها على الواردات البرازيلية، وفي مقدمتها منتجات القهوة والصلب، مما أثار موجة من الارتياح في الأسواق العالمية وأسواق السلع الأساسية. يأتي هذا القرار ليعيد ترتيب أوراق العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في القارتين الأمريكيتين، مبشراً باستقرار أسعار القهوة التي تعد سلعة استراتيجية للمستهلك الأمريكي.

انفراجة في سوق القهوة العالمي

يحتل البن البرازيلي مكانة مركزية في الأسواق العالمية، حيث تُعد البرازيل أكبر منتج ومصدر للقهوة في العالم. كان التلويح بفرض رسوم جمركية قد أثار مخاوف واسعة من ارتفاع حاد في تكلفة فنجان القهوة اليومي للمواطن الأمريكي، فضلاً عن الضرر الذي كان سيلحق بسلاسل التوريد العالمية. ويأتي قرار إلغاء هذه الرسوم ليضمن تدفقاً سلساً لحبوب البن (أرابيكا وروبوستا) إلى الأسواق الأمريكية دون أعباء ضريبية إضافية، مما يساهم في كبح جماح التضخم الغذائي الذي تعاني منه العديد من الاقتصادات الكبرى.

السياق الاقتصادي والعلاقات الثنائية

لا يمكن قراءة هذا القرار بمعزل عن السياق التاريخي للعلاقات الأمريكية البرازيلية. لطالما نظرت واشنطن إلى برازيليا كشريك استراتيجي في نصف الكرة الغربي. وعلى الرغم من التوترات التجارية التي تطفو على السطح بين الحين والآخر بسبب سياسات "أمريكا أولاً" الحمائية، إلا أن المصالح المشتركة غالباً ما تدفع نحو التهدئة. يرى المحللون الاقتصاديون أن هذا التراجع عن الرسوم يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على تحالفات قوية في أمريكا الجنوبية لموازنة النفوذ الاقتصادي المتصاعد لقوى دولية أخرى في المنطقة.

التأثير المتوقع على الأسواق والأسعار

من المتوقع أن يلقي هذا القرار بظلاله الإيجابية فوراً على بورصات السلع. فإزالة شبح الرسوم الجمركية يعني تقليل تكاليف الاستيراد على الشركات الأمريكية المصنعة للأغذية والمشروبات، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على أرباح هذه الشركات واستقرار الأسعار للمستهلك النهائي. علاوة على ذلك، سيعزز هذا القرار من قوة العملة البرازيلية (الريال) ويمنح المزارعين البرازيليين ثقة أكبر في التوسع في الإنتاج، مما يضمن استدامة المعروض العالمي من القهوة على المدى الطويل.

رسالة طمأنة للتجارة الدولية

يُعد هذا الإجراء بمثابة رسالة طمأنة للأسواق الدولية التي تعاني من تقلبات شديدة نتيجة الحروب التجارية. فاستثناء البرازيل من الرسوم يؤكد أن المفاوضات التجارية المباشرة يمكن أن تؤتي ثمارها، وأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على تيسير حركة التجارة مع حلفائها التقليديين، شريطة تحقيق شروط عادلة للطرفين. وبهذا، يتنفس عشاق القهوة والاقتصاديون الصعداء، بانتظار مرحلة جديدة من التعاون التجاري المثمر.

spot_imgspot_img