تستعد العاصمة القطرية الدوحة لترسيخ مكانتها كعاصمة للرياضة في الشرق الأوسط، حيث تستضيف منافسات كأس الخليج العربي للمنتخبات تحت 23 عاماً في الفترة الممتدة من 4 إلى 16 ديسمبر المقبل. وتتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في المنطقة الخليجية صوب الدوحة لمتابعة نخبة من المواهب الكروية الصاعدة، في النسخة الأولى التي تُنظم رسمياً تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، مما يضفي طابعاً رسمياً واحترافياً عالياً على البطولة.
أهمية البطولة ودورها في تطوير الكرة الخليجية
تكتسب هذه النسخة أهمية خاصة كونها تمثل حجر الزاوية في إعداد جيل جديد من اللاعبين القادرين على تمثيل منتخباتهم الأولى في المحافل الدولية القادمة. وفي هذا السياق، شدد جاسم سلطان الرميحي، الأمين العام لاتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، على القيمة الفنية للحدث قائلاً: «تجسّد بطولة تحت 23 عاماً التزامنا الراسخ برعاية المواهب الكروية الشابة وتعزيز روح المنافسة بين اللاعبين، فهي محطة محورية في انتقالهم إلى صفوف المنتخبات الأولى». ودعا الرميحي الجماهير الخليجية للحضور ودعم نجوم المستقبل، مشيراً إلى أن هذه البطولات هي المصنع الحقيقي للنجوم.
نظام البطولة وتوزيع المجموعات
تشهد البطولة منافسة قوية بمشاركة 8 منتخبات خليجية تم توزيعها على مجموعتين متوازنتين، مما يعد بمباريات ديربي خليجية مثيرة:
- المجموعة الأولى: تضم المنتخب القطري (المستضيف) إلى جانب منتخبات السعودية، البحرين، والكويت.
- المجموعة الثانية: تضم المنتخب العراقي، الإمارات، سلطنة عُمان، واليمن.
ومن المقرر أن تنطلق صافرة البداية يوم 4 ديسمبر بمباراة الافتتاح التي تجمع منتخب العراق ونظيره اليمني في تمام الساعة 2:45 ظهراً، بينما يستهل «العنابي» القطري مشواره بمواجهة قوية أمام الأزرق الكويتي يوم 5 ديسمبر في التوقيت ذاته.
الملاعب والبنية التحتية المونديالية
استمراراً للإرث الذي تركته بطولة كأس العالم 2022، ستقام مباريات دور المجموعات (14 مباراة) على ملعبين في «أسباير زون»، المنطقة الرياضية المتكاملة التي استضافت مؤخراً النسخة التاريخية لكأس العالم تحت 17 سنة 2025. وقد أعلنت اللجنة المنظمة عن فتح أبواب الحضور مجاناً للجماهير في دور المجموعات، مما يتيح فرصة مثالية للكشافة والمحبين لمتابعة المواهب عن كثب.
أما المشهد الختامي، فسيحتضنه استاد 974 المونديالي يوم 16 ديسمبر. ويعد هذا الملعب أيقونة معمارية كأول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم، مما يمنح المباراة النهائية زخماً جماهيرياً ورمزية خاصة.
موسم كروي استثنائي في الدوحة
لا تأتي هذه البطولة بمعزل عن الحراك الرياضي الضخم في قطر، حيث تتزامن مع موسم كروي حافل ومزدحم بالأحداث الكبرى. ففي التوقيت نفسه، تحتضن الدوحة منافسات «كأس العرب» (من 1 إلى 18 ديسمبر)، بالإضافة إلى مباريات «كأس القارات للأندية» (الإنتركونتيننتال) في أيام 10 و13 و17 ديسمبر. هذا التزامن الفريد يؤكد الإمكانات اللوجستية والتنظيمية الاستثنائية لدولة قطر وقدرتها على إدارة عدة بطولات كبرى في آن واحد، موفرة تجربة لا تنسى للجماهير والوفود المشاركة.


