
في ليلة استثنائية جمعت بين عبق التاريخ الموسيقي وروح الحداثة، أطل فنان العرب محمد عبده على جمهوره العريض ضمن فعاليات موسم الرياض 2025، وذلك على خشبة المسرح الذي يحمل اسمه «محمد عبده أرينا». ولم تكن هذه الليلة مجرد حفلة غنائية عابرة، بل حملت في طياتها رسائل فنية وإنسانية عميقة، أبرزها الفخر الأبوي الذي أبداه فنان العرب تجاه ابنه الموسيقي عبدالرحمن.
عبدالرحمن محمد عبده.. دمج الموسيقى الغربية بالروح الشرقية
قبل صعوده إلى المسرح، خصّ محمد عبده صحيفة «عكاظ» بتصريحات حصرية كشف فيها عن الجانب الأكاديمي لموهبة ابنه عبدالرحمن، الذي قام بتلحين أغنية «جت وأقبلت». وأوضح فنان العرب أن ابنه لم يعتمد على الموهبة الفطرية فحسب، بل صقلها بالدراسة الأكاديمية الرصينة، قائلاً: «عبدالرحمن درس 4 سنوات في الكونسرفتوار في باريس، وأصبح عازف بيانو ماهراً، وجاهزاً للمستقبل». يشير هذا التصريح إلى توجه جديد في عائلة فنان العرب نحو المزج بين المدارس الموسيقية العالمية الكلاسيكية والمقامات الشرقية الأصيلة، مما يبشر بمستقبل واعد للملحن الشاب.
ليلة طربية بامتياز في قلب الرياض
افتتح محمد عبده الحفلة بأغنية «الرياض»، في تحية خاصة للعاصمة التي تشهد حراكاً ثقافياً غير مسبوق، قبل أن يبحر بجمهوره في رحلة عبر الزمن مع روائعه الخالدة مثل «أنشودة المطر»، و«ذيك الليالي»، و«جمرة غضى»، و«ما عاد بدري». وقد استمرت الوصلة الغنائية لأكثر من ساعتين، تجلى فيها التفاعل الجماهيري الذي وصفه محمد عبده بقوله: «أجمل ما يحدث لي دائماً هو لقائي مع جمهور الرياض.. هذا الجمهور الذي يكبر في قلبي كل سنة».
أهمية الحدث وسياقه الثقافي
يأتي هذا الحفل ليؤكد المكانة الراسخة لمحمد عبده كأيقونة للأغنية السعودية والعربية، حيث يمثل جسراً يربط بين جيل العمالقة والجيل الجديد. ويعد مسرح «محمد عبده أرينا» شاهداً حياً على تكريم المملكة لرموزها الفنية وهم على قيد الحياة، وهي سابقة تعكس التقدير الكبير للفن والثقافة في ظل رؤية المملكة 2030. كما يبرز موسم الرياض 2025 كوجهة ترفيهية عالمية، حيث تميز الحفل بتنظيم عالي المستوى وتقنيات صوت وإضاءة تضاهي كبرى المسارح العالمية.
وفي ختام الأمسية، التي عكست التطور الكبير في صناعة الترفيه بالمملكة، يستعد فنان العرب لتجديد اللقاء بجمهوره في حفلة ثانية مرتقبة يوم الجمعة القادمة، وسط توقعات بحضور جماهيري غفير يملأ جنبات الأرينا.


