أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهاً بشأن حالة الطقس المتوقعة على أجزاء من منطقة مكة المكرمة، مشيراً إلى احتمالية هطول أمطار متفاوتة الغدة على عدد من المحافظات، وتحديداً محافظات العرضيات، وأضم، وميسان. وتأتي هذه التوقعات ضمن متابعة المركز المستمرة لتقلبات الأجواء في مختلف مناطق المملكة، حيث تشير خرائط الطقس إلى نشاط في السحب الركامية قد يصاحبها نشاط في الرياح السطحية وتدنٍ في مدى الرؤية الأفقية.
طبيعة الحالة الجوية والمناطق المتأثرة
تتميز محافظات العرضيات وأضم وميسان بطبيعتها الجغرافية المتنوعة، حيث تقع أجزاء كبيرة منها ضمن النطاق الجبلي والمرتفعات التابعة لسلسلة جبال السروات. هذه الطبيعة التضاريسية تجعلها عرضة لتشكل السحب الرعدية الممطرة، خاصة خلال فترات التقلبات الجوية الموسمية. وتعمل التضاريس الجبلية كعامل مساعد في رفع الهواء الرطب، مما يؤدي إلى تكثف السحب وهطول الأمطار التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى جريان الأودية والشعاب.
أهمية نظام الإنذار المبكر
يعتمد المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية على نظام آلي للإنذار المبكر، والذي يعد من الأنظمة المتطورة إقليمياً وعالمياً. يهدف هذا النظام إلى تقديم معلومات دقيقة وفورية حول الحالات الجوية المتوقعة، مما يساهم بشكل فعال في رفع الجاهزية لدى الجهات المعنية والمواطنين والمقيمين. وتكتسب هذه التنبيهات أهمية قصوى في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، حيث تتيح للجميع اتخاذ التدابير اللازمة قبل اشتداد الحالة المطرية.
تحذيرات الدفاع المدني وإرشادات السلامة
تزامناً مع تنبيهات الأرصاد، تدعو المديرية العامة للدفاع المدني عادةً في مثل هذه الظروف إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر. وتشمل الإرشادات الدائمة في حالات هطول الأمطار:
- الابتعاد تماماً عن مجاري السيول وبطون الأودية، حيث يمكن أن تتشكل السيول المنقولة بسرعة كبيرة حتى لو لم يكن المطر غزيراً في الموقع نفسه.
- تجنب ارتياد المناطق المنخفضة أو محاولة عبور الأودية أثناء جريانها مهما كانت نسبة المياه تبدو ضحلة.
- الالتزام بتعليمات الجهات الأمنية ومتابعة وسائل الإعلام الرسمية للحصول على التحديثات المستمرة حول الحالة الجوية.
السياق المناخي لمنطقة مكة المكرمة
تعد منطقة مكة المكرمة من المناطق التي تشهد تبايناً كبيراً في المناخ نظراً لاتساع مساحتها واختلاف تضاريسها بين السهول الساحلية والمرتفعات الجبلية. وتعتبر الأمطار في المحافظات الجنوبية والشرقية للمنطقة (مثل ميسان وأضم) ظاهرة متكررة تساهم في ري المدرجات الزراعية وتغذية المياه الجوفية، إلا أنها تتطلب دائماً وعياً مجتمعياً للتعامل مع مخاطر السيول المحتملة.


