spot_img

ذات صلة

مفتي المملكة ومفتي بوروندي يبحثان تعزيز الوسطية

في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي في العالم الإسلامي، استقبل سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في مكتبه بالرياض، سماحة مفتي جمهورية بوروندي، الشيخ شعباني علي، والوفد المرافق له.

وتناول اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فيما يتعلق بالشأن الإسلامي وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين المؤسسات الدينية في البلدين. وقد ركزت المباحثات بشكل رئيسي على أهمية نشر منهج الوسطية والاعتدال، الذي يعد الركيزة الأساسية للدين الإسلامي الحنيف، وضرورة تكاتف الجهود لنبذ الغلو والتطرف والأفكار الهدامة التي تشوه صورة الإسلام.

السياق العام والدور الريادي للمملكة

يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية الدينية التي تقودها المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من مكانتها الروحية كمهبط للوحي وحاضنة للحرمين الشريفين. وتسعى المملكة، من خلال رؤيتها الطموحة، إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتقديم الصورة الحقيقية للدين القائمة على الرحمة والعدل. وتلعب المؤسسات الدينية السعودية، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، دوراً محورياً في توجيه الخطاب الديني العالمي نحو الاعتدال، ومحاربة الفكر المتطرف الذي تعاني منه العديد من المجتمعات حول العالم.

أهمية التعاون السعودي الأفريقي

تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لجمهورية بوروندي في منطقة شرق أفريقيا، وهي منطقة تشهد تنوعاً ثقافياً ودينياً كبيراً. ويعد التعاون مع القيادات الدينية في الدول الأفريقية جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية المملكة لتعزيز الأمن الفكري في القارة السمراء. فالمسلمون في بوروندي، وغيرهم في دول الجوار، بحاجة ماسة إلى الدعم العلمي والمعرفي لترسيخ قيم التعايش السلمي مع مختلف مكونات المجتمع، وهو ما توفره المملكة من خلال المنح الدراسية، والدورات التدريبية للأئمة والخطباء، وطباعة المصاحف والكتب العلمية الموثوقة.

التأثير المتوقع للزيارة

من المتوقع أن تسهم مخرجات هذا اللقاء في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الدعوة والتعليم الشرعي. كما أن التنسيق بين القيادات الدينية في البلدين سيعزز من قدرة المجتمعات المسلمة في أفريقيا على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، ويقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة التي تحاول استغلال العاطفة الدينية للشباب. إن مثل هذه اللقاءات تؤكد على عالمية الرسالة التي تحملها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها الدائم على مد جسور التواصل مع كافة الشعوب لتحقيق السلام والاستقرار العالمي.

spot_imgspot_img