أعلنت الجهات المختصة في الأرصاد الجوية أن يوم الإثنين المقبل سيمثل البداية الفعلية والفلكية لفصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهو الحدث الذي يترقبه الكثيرون إيذانًا ببدء موسم الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة وتغير الأنماط المناخية السائدة. وتتزامن هذه البداية مع توقعات بقدوم جولة مطرية جديدة تبدأ تأثيراتها اعتبارًا من يوم الأحد القادم، مما يبشر بأجواء شتوية بامتياز.
الانقلاب الشتوي والظواهر الفلكية
يأتي دخول فصل الشتاء يوم الإثنين متزامنًا مع ظاهرة “الانقلاب الشتوي”، وهي ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس في أدنى ارتفاع لها عند الظهر فوق الأفق، وتكون عمودية على مدار الجدي. في هذا اليوم، تشهد المناطق الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أقصر نهار وأطول ليل في العام بأكمله. يُعد هذا التاريخ نقطة تحول مناخية هامة، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي لتصل إلى أدنى معدلاتها خلال شهري يناير وفبراير، وهي الفترة التي تعرف ببرودتها القارسة في العديد من المناطق.
توقعات الأمطار والتقلبات الجوية
وفي سياق متصل بالحالة الجوية، أشارت خرائط الطقس والنماذج العددية إلى تأثر المنطقة بحالة من عدم الاستقرار الجوي تبدأ بوادرها يوم الأحد القادم. ومن المتوقع أن تهطل أمطار متفاوتة الغزارة على مناطق متفرقة، قد تكون مصحوبة برياح نشطة وتدنٍ في مدى الرؤية الأفقية. وتعتبر هذه الجولات المطرية جزءًا أساسيًا من النظام المناخي للمنطقة في هذا الوقت من العام، حيث تساهم في ري التربة وتعزيز المخزون المائي، مما ينعكس إيجابًا على الموسم الزراعي والمراعي الطبيعية.
أهمية الاستعداد لموسم الشتاء
مع دخول فصل الشتاء وبدء الحالات المطرية، تزداد أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع التغيرات الجوية. ينصح الخبراء بضرورة تفقد وسائل التدفئة والتأكد من سلامتها لتجنب الحوادث المنزلية الشائعة في هذا الفصل، بالإضافة إلى ارتداء الملابس الشتوية المناسبة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا التي تنشط في الأجواء الباردة. كما تُهيب الجهات المعنية بقائدي المركبات توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة خلال هطول الأمطار لتجنب الانزلاقات، ومتابعة النشرات الجوية الرسمية بشكل دوري لمعرفة مستجدات الطقس والتحذيرات الصادرة.
يُمثل فصل الشتاء فرصة لتجدد الحياة الطبيعية، ورغم برودته، فإنه يحمل معه الخير المتمثل في الغيث الذي يحيي الأرض، مما يجعله فصلًا محبوبًا لدى الكثيرين، خاصة محبي الرحلات البرية والأجواء الغائمة، شريطة الالتزام بمعايير السلامة العامة.


