سادت حالة من الاستياء والتذمر بين سكان حي التلفزيون في منطقة حائل، وذلك جراء الانقطاعات المتكررة والمفاجئة للتيار الكهربائي التي شهدها الحي في الآونة الأخيرة. وقد تسببت هذه الانقطاعات في إرباك الحياة اليومية للأهالي، خاصة في أوقات الذروة التي تشتد فيها الحاجة إلى الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة التكييف والإضاءة والأجهزة المنزلية الأساسية.
وأعرب عدد من سكان الحي عن مخاوفهم الجدية من تعرض أجهزتهم الكهربائية والإلكترونية للتلف نتيجة تذبذب التيار والانقطاع المفاجئ وعودته بقوة غير مستقرة، وهو ما قد يكبدّهم خسائر مادية غير متوقعة. وتأتي هذه الشكاوى في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات جوية تجعل الاعتماد على الكهرباء أمراً حيوياً لا يمكن الاستغناء عنه، سواء للتدفئة في الأجواء الباردة أو التبريد مع ارتفاع درجات الحرارة.
تحديات البنية التحتية والتوسع العمراني
من الناحية السياقية، تشهد منطقة حائل، كغيرها من مناطق المملكة، توسعاً عمرانياً ملحوظاً ونمواً سكانياً متسارعاً. هذا النمو يفرض ضغوطاً متزايدة على البنية التحتية للخدمات العامة، وفي مقدمتها شبكة الكهرباء. وتعمل الجهات المعنية عادةً على جدولة أعمال الصيانة الدورية لضمان استمرارية الخدمة، إلا أن الانقطاعات غير المجدولة غالباً ما تكون ناتجة عن أحمال زائدة أو أعطال فنية طارئة تتطلب تدخلاً سريعاً من الفرق الميدانية.
أهمية استقرار الطاقة وتأثيره
لا تقتصر أهمية استقرار التيار الكهربائي على الراحة المنزلية فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الصحية والاقتصادية. فاستمرار التيار ضروري لعمل الأجهزة الطبية المنزلية لبعض المرضى، وحفظ الأطعمة والأدوية في الثلاجات. وعلى المستوى الأوسع، يعد استقرار الطاقة ركيزة أساسية لدعم الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة داخل الأحياء السكنية.
الجهود الوطنية ومستقبل الطاقة
يجدر بالذكر أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الطاقة ضمن رؤية 2030، حيث تسعى الشركة السعودية للكهرباء باستمرار إلى تطوير الشبكات الذكية ورفع كفاءة التوزيع لتقليل فترات الانقطاع وتحسين زمن الاستجابة للبلاغات. ويأمل سكان حي التلفزيون أن تثمر هذه الجهود الوطنية عن حلول جذرية تنهي معاناتهم الحالية، مطالبين بضرورة تعزيز قنوات التواصل وسرعة التجاوب مع بلاغات الطوارئ لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.


