أبدى عدد كبير من مرتادي جسر «الحرف» في محافظة الطائف استياءهم الشديد وتخوفهم المستمر من السلوكيات المرورية الخاطئة التي يمارسها بعض السائقين، واصفين الوضع بأنه بات يشكل خطراً حقيقياً على أرواح العابرين. وجاءت هذه الشكاوى عبر صحيفة «عكاظ»، حيث أكد المواطنون أن القيادة المتهورة، والسرعة الزائدة، والتجاوز الخاطئ أصبحت مشاهد يومية تثير الرعب في نفوس سالكي هذا الشريان الحيوي، مطالبين الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لضبط الحركة المرورية وفرض النظام.
ويكتسب جسر الحرف أهمية قصوى في شبكة الطرق بمحافظة الطائف، حيث يُعد نقطة وصل محورية تربط بين عدة أحياء رئيسية ومناطق حيوية داخل المحافظة. ونظراً للكثافة المرورية العالية التي يشهدها الجسر، خاصة في أوقات الذروة والمواسم السياحية، فإن أي تهاون في تطبيق أنظمة المرور قد يؤدي إلى نتائج كارثية. وتزداد المخاوف في ظل الطبيعة الجغرافية للمنطقة، حيث تتطلب الطرق والجسور في المناطق الجبلية مثل الطائف حذراً مضاعفاً والتزاماً تاماً بالسرعات المحددة لضمان سلامة الجميع.
وفي سياق متصل، تأتي هذه المطالب متناغمة مع الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتعزيز السلامة المرورية ضمن مستهدفات رؤية 2030. حيث تهدف الرؤية إلى خفض معدلات الحوادث والوفيات الناجمة عنها بشكل كبير، من خلال تطوير البنية التحتية، وتحديث التشريعات، وتوظيف التقنيات الحديثة مثل أنظمة الرصد الآلي «ساهر». إلا أن وعي السائق والتزامه يظلان حجر الزاوية في هذه المنظومة، وهو ما يفتقده البعض ممن يمارسون القيادة بتهور على جسر الحرف، مما يستدعي تكثيف التواجد الأمني والمروري لردع المخالفين.
إن ظاهرة القيادة المتهورة لا تؤثر فقط على السلامة الجسدية للمواطنين والمقيمين، بل تمتد آثارها لتشمل الجوانب النفسية والاقتصادية. فالحوادث المرورية تستنزف الموارد الصحية وتتسبب في خسائر مادية فادحة للممتلكات العامة والخاصة، فضلاً عن الأثر النفسي السيئ الذي تتركه لدى العائلات والأطفال الذين يستخدمون هذا الطريق يومياً. وتعتبر الطائف وجهة سياحية رئيسية في المملكة، والحفاظ على انسيابية الحركة المرورية وأمان الطرق فيها يعد جزءاً لا يتجزأ من دعم القطاع السياحي وتحسين جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء.
وفي الختام، يجدد مرتادو جسر الحرف مناشدتهم لإدارة المرور والجهات المختصة بتكثيف الدوريات الميدانية وتركيب كاميرات رصد السرعة والمخالفات على امتداد الجسر والمداخل المؤدية إليه. ويأمل المواطنون أن تجد أصواتهم صدى سريعاً يسهم في وقف نزيف المخاطر المحتملة، ويعيد الطمأنينة لسالكي هذا الطريق الهام، مؤكدين أن السلامة المرورية مسؤولية مشتركة تبدأ من استشعار السائق للمسؤولية وتنتهي بتطبيق النظام بحزم على الجميع.


