spot_img

ذات صلة

فلسطين تستغيث: ارتفاع قتلى غزة لـ 70 ألفاً ومطالب بتدخل دولي

في ظل تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية والميدانية في قطاع غزة، أطلقت دولة فلسطين نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي، مطالبة بتضامن حقيقي وتحرك فوري لوقف النزيف المستمر، وذلك بعد أن سجلت الإحصائيات المروعة ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد الضحايا، حيث تشير التقارير إلى وصول عدد القتلى من المدنيين إلى 70,100 شخص. هذا الرقم الصادم لا يعكس مجرد إحصائية، بل يمثل عشرات الآلاف من القصص الإنسانية المبتورة والعائلات التي مُحيت بالكامل من السجل المدني.

كارثة إنسانية غير مسبوقة

يأتي هذا الإعلان في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية. فالمستشفيات التي لم تخرج عن الخدمة بعد، تعمل بطاقة تفوق قدرتها الاستيعابية بمراحل، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات. وتؤكد التقارير الأممية أن الوضع الصحي والبيئي ينذر بانتشار الأوبئة والأمراض، مما يضاعف من معاناة السكان الذين يواجهون خطر الموت ليس فقط بالقصف، بل بالجوع والعطش والمرض أيضاً.

سياق الصراع والخلفية التاريخية

لا يمكن فصل هذا التصعيد الحالي عن السياق التاريخي الطويل للصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يعيش قطاع غزة حصاراً خانقاً منذ عام 2007، مما حوله إلى ما وصفته منظمات حقوقية بـ "أكبر سجن مفتوح في العالم". وقد شهد القطاع عدة حروب وجولات تصعيد سابقة، إلا أن الجولة الحالية تعتبر الأكثر دموية وتدميراً في تاريخ الصراع الحديث، حيث تجاوز حجم الدمار ما شهدته مدن عالمية كبرى خلال الحرب العالمية الثانية، مما يستدعي وقفة جادة من العالم الحر لإعادة الاعتبار للقانون الدولي الإنساني.

المطالب الفلسطينية والمسؤولية الدولية

شددت القيادة الفلسطينية في بيانها على أن عبارات الشجب والإدانة لم تعد كافية أمام هول المجازر المرتكبة. وطالبت بتفعيل آليات الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وتركزت المطالب على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وضمان عدم تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهو السيناريو الذي حذرت منه دول الجوار، وعلى رأسها مصر والأردن، لما له من تداعيات خطيرة على الأمن القومي العربي والإقليمي.

تداعيات إقليمية ودولية

يرى مراقبون أن استمرار الحرب بهذه الوتيرة المرتفعة من الضحايا يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها. فالمشاهد القادمة من غزة تثير غضباً شعبياً واسعاً في العواصم العربية والإسلامية، وتزيد من حدة التوتر الدبلوماسي بين القوى الدولية. إن المجتمع الدولي اليوم أمام اختبار حقيقي لمصداقية مؤسساته، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين العزل وفقاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

spot_imgspot_img