أثبت نادي الاتحاد السعودي، الملقب بـ «العميد»، مرة أخرى أن شخصية البطل لا تتأثر بالظروف، وأن روح الفريق الواحد قادرة على تعويض أي نقص عددي أو غيابات في صفوف اللاعبين. يأتي هذا التأكيد عقب الأداء البطولي الذي قدمه الفريق في منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث تمكن النادي الجداوي من تجاوز العقبات وتحقيق النتائج المرجوة، موجهاً رسالة شديدة اللهجة للمنافسين بأن الاتحاد بمن حضر، وأن هوية الفريق تظل ثابتة في المواعيد الكبرى.
تاريخ عريق في أغلى الكؤوس
لا يمكن الحديث عن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين دون استحضار التاريخ العريض لنادي الاتحاد في هذه المسابقة. يُعد الاتحاد أحد أكثر الأندية السعودية تتويجاً بهذه البطولة الغالية، حيث ارتبط اسمه بمنصات التتويج منذ تأسيسه عام 1927. وتعتبر هذه البطولة ذات طابع خاص لدى الجماهير الاتحادية، كونها تحمل اسماً غالياً على قلوب الجميع، ولأنها تمثل بوابة العبور المباشرة للمنافسات القارية. التاريخ يشهد أن «العميد» طالما كان رقماً صعباً في مباريات خروج المغلوب، حيث تظهر شخصية النادي الحقيقية التي لا تعترف بالاستسلام، وتعتمد على الإرث الكبير من البطولات والإنجازات التي سطرها أساطير النادي عبر العقود الماضية.
تأثير الفوز وأهمية البدلاء
إن قدرة الفريق على الفوز في ظل غياب العناصر الأساسية تعكس عمق التشكيلة وجودة العمل الفني والإداري داخل النادي. هذا النوع من الانتصارات لا يمنح بطاقة التأهل للدور التالي فحسب، بل يعزز من الثقة بالنفس لدى اللاعبين البدلاء والشباب، ويؤكد أن دكة البدلاء في الاتحاد لا تقل قوة عن التشكيلة الأساسية. محلياً، يساهم هذا الاستقرار الفني في رفع حدة المنافسة في الدوري والكأس، ويجعل من الاتحاد مرشحاً دائماً لمعانقة الذهب. أما على الصعيد الجماهيري، فإن مثل هذه المواقف تزيد من تلاحم المدرج الاتحادي المعروف بلقب «النمور»، والذي يعتبر اللاعب رقم واحد في تحفيز الفريق لتجاوز الصعاب.
الاستحقاقات القادمة والتطلعات
مع استمرار المنافسة، تتجه الأنظار نحو الأدوار المتقدمة من البطولة، حيث يطمح الاتحاد لإضافة لقب جديد إلى خزائنه المليئة بالكؤوس. إن تجاوز مرحلة الغيابات بنجاح يعطي مؤشراً إيجابياً للجهاز الفني حول جاهزية الفريق للمنافسة على كافة الجبهات، سواء المحلية أو القارية. ويبقى الشعار الدائم الذي يرفعه عشاق النادي هو أن «العميد» قد يمرض ولكنه لا يموت، وفي بطولة الكأس تحديداً، يكون الحضور الاتحادي طاغياً ومهيباً، راسماً لوحة فنية من الإصرار والعزيمة التي تميز عميد الأندية السعودية.


