شهدت محافظة جدة انطلاقة مدوية لمنافسات «رالي السعودية 2025»، الذي يمثل الجولة الختامية والحاسمة من بطولة العالم للراليات (WRC). ويأتي هذا الحدث وسط ترقب دولي واسع وحضور جماهيري غفير من عشاق السرعة والإثارة، ليعلن رسمياً دخول المملكة العربية السعودية حقبة جديدة في تاريخ رياضة المحركات العالمية، بصفتها الدولة المضيفة لأعرق البطولات وأكثرها تحدياً.
حقبة ذهبية لرياضة المحركات في المملكة
لا يعد هذا الحدث مجرد سباق عابر، بل هو تتويج لجهود استراتيجية ضخمة قادها الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، تكللت بتوقيع اتفاقية لاستضافة جولات بطولة العالم للراليات لمدة عشر سنوات تبدأ من عام 2025. وتكتسب هذه الجولة أهمية استثنائية كونها «مسك الختام» للموسم، حيث تتجه أنظار العالم صوب جدة لمعرفة هوية بطل العالم، مما يرفع وتيرة التنافسية والندية بين السائقين والفرق المصنعة إلى أقصى درجاتها.
ويأتي رالي السعودية 2025 ليكمل عقد البطولات الكبرى التي نجحت المملكة في استقطابها، لتصبح بذلك موطناً لأهم سلاسل سباقات الاتحاد الدولي للسيارات (FIA). فبعد النجاح الباهر في استضافة رالي داكار الصحراوي منذ عام 2020، وتنظيم سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 في حلبة كورنيش جدة، وسباقات الفورمولا إي في الدرعية، وسلسلة إكستريم إي، تترسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية أولى وعاصمة حديثة لرياضة المحركات في الشرق الأوسط.
تحديات تقنية وتضاريس فريدة
من الناحية الفنية، يقدم رالي السعودية 2025 تجربة مغايرة تماماً لما اعتاد عليه الجمهور في رالي داكار. فبينما يعتمد داكار على القدرة على التحمل والملاحة في الصحاري المفتوحة لمسافات طويلة، تركز بطولة العالم للراليات (WRC) على السرعة القصوى والدقة المتناهية في مراحل خاصة محددة. وتضع تضاريس جدة المتنوعة السائقين أمام اختبارات صعبة، حيث تمزج المسارات بين الأرضيات الحصوية القاسية والمقاطع الرملية والمسارات الجبلية المتعرجة، مما يتطلب إعدادات ميكانيكية دقيقة ومهارة قيادة استثنائية للتعامل مع تغيرات السطح المفاجئة.
الأثر الاقتصادي والسياحي ورؤية 2030
يتجاوز صدى «رالي السعودية 2025» حدود الحلبات الرياضية ليلامس مستهدفات رؤية المملكة 2030 بشكل مباشر. يساهم هذا الحدث العالمي في تعزيز قطاع السياحة الرياضية، مسلطاً الضوء على التنوع الجغرافي والجمال الطبيعي لمنطقة مكة المكرمة وسواحل البحر الأحمر. كما يعد رافداً اقتصادياً هاماً، حيث ينعش قطاعات الضيافة، والنقل، والخدمات اللوجستية بفضل توافد آلاف الزوار من إعلاميين، وطواقم فنية، ومشجعين من مختلف قارات العالم.
علاوة على ذلك، تساهم هذه الفعاليات في تحسين جودة الحياة وخلق فرص استثمارية ووظيفية للشباب السعودي، فضلاً عن نقل المعرفة والخبرات التنظيمية العالمية للكوادر الوطنية، مما يضمن استدامة التطور في القطاع الرياضي السعودي لسنوات قادمة.


