تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية صوب منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث لا تقتصر الإثارة على التنافس بين الأندية فحسب، بل تمتد لتشمل قصصاً إنسانية وعائلية مثيرة. ولعل أبرز هذه القصص في المواجهات الأخيرة هي الصدام المرتقب الذي يجمع بين الأخوين «أبوالشامات»، حيث يجد الشقيقان نفسيهما وجهاً لوجه في صراع كروي لا يقبل القسمة على اثنين، بحثاً عن بطاقة العبور في البطولة الأغلى محلياً.
صراع الأشقاء: صالح ومحمد
تتمحور هذه القصة حول صالح أبوالشامات، نجم نادي التعاون، وشقيقه محمد أبوالشامات، الظهير المتألق في صفوف نادي القادسية. وتعد مواجهات الأشقاء في ملاعب كرة القدم من اللحظات النادرة التي تضفي طابعاً عاطفياً خاصاً على المباريات، حيث تنقسم مشاعر العائلة بين الدعاء لهذا أو ذاك، بينما يسعى كل لاعب لإثبات احترافيته وتغليب مصلحة فريقه فوق أي اعتبارات عائلية طوال التسعين دقيقة.
سياق المنافسة: طموح التعاون ومشروع القادسية
تأتي هذه المواجهة في وقت يعيش فيه الفريقان ظروفاً فنية متباينة ولكن بطموحات عالية. فنادي التعاون (سكري القصيم)، الذي سبق له تذوق طعم الذهب بتحقيقه لقب كأس الملك عام 2019، يسعى لتكرار الإنجاز وتأكيد مكانته كأحد كبار الأندية السعودية التي تنافس بضراوة على المقاعد المتقدمة والبطولات. يعتمد التعاون على منظومة جماعية صلبة يعتبر صالح أبوالشامات أحد تروسها المهمة في الجانب الأيمن وخط الوسط.
في المقابل، يدخل نادي القادسية (فرسان الشرقية) هذه المنافسات بروح جديدة كلياً، مدعوماً بمشروع استثماري ضخم وصفقات عالمية من العيار الثقيل تهدف لإعادة النادي إلى منصات التتويج. ويمثل محمد أبوالشامات جزءاً من هذا المشروع الطموح، حيث يعول عليه الفريق لتقديم الإضافة الفنية المطلوبة في الدفاع والهجوم.
أهمية كأس خادم الحرمين الشريفين
لا يمكن الحديث عن هذه المباراة دون التطرق لأهمية البطولة نفسها. تُعد كأس خادم الحرمين الشريفين الجائزة الأغلى والأعرق في المملكة العربية السعودية، حيث يضمن الفائز بها مقعداً مباشراً في دوري أبطال آسيا (النخبة أو 2)، بالإضافة إلى المشاركة في كأس السوبر السعودي. هذا الزخم يضع ضغوطاً هائلة على اللاعبين، بمن فيهم الأخوين أبوالشامات، حيث أن الخطأ في مباريات الكؤوس قد يكلف الفريق الخروج من الموسم خالي الوفاض.
انعكاسات المواجهة على الكرة السعودية
بغض النظر عمن سينتصر في «ديربي العائلة» هذا، فإن المستفيد الأكبر هو الكرة السعودية التي تواصل إنجاب المواهب الشابة القادرة على حجز أماكنها الأساسية وسط كوكبة من النجوم العالميين القادمين لدوري روشن. إن تألق صالح ومحمد يعكس جودة التأسيس في الفئات السنية وقدرة اللاعب السعودي على التطور والمنافسة في أعلى المستويات.
في الختام، ستبقى هذه المباراة ذكرى خاصة في منزل عائلة «أبوالشامات»، حيث سينتهي اللقاء بمنتصر يواصل الحلم نحو الكأس، وخاسر سيحظى بمواساة شقيقه، في مشهد يجسد الروح الرياضية في أبهى صورها.
