spot_img

ذات صلة

جوائز كأس العرب: 36.5 مليون دولار وتفاصيل مكافأة البطل

شهدت بطولة كأس العرب في نسختها الأخيرة، التي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قفزة نوعية هائلة على مستوى الجوائز المالية، حيث رصدت اللجنة المنظمة ميزانية ضخمة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 36.5 مليون دولار أمريكي. وتأتي هذه الخطوة لتعكس الأهمية المتزايدة للبطولة التي جمعت شمل المنتخبات العربية في حدث كروي استثنائي استضافته الملاعب المونديالية في قطر.

وفي تفاصيل التوزيع المالي للجوائز، حصل المنتخب المتوج باللقب على جائزة مالية قدرها 5 ملايين دولار، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ البطولات الإقليمية العربية، مما زاد من حدة المنافسة والرغبة في الظفر بالكأس. بينما حصل صاحب المركز الثاني والوصيف على مبلغ 3 ملايين دولار، ونال صاحب المركز الثالث مليوني دولار، في حين حصل صاحب المركز الرابع على 1.5 مليون دولار. ولم تقتصر المكافآت على المربع الذهبي فحسب، بل حصل كل منتخب مشارك في البطولة على مبلغ 500 ألف دولار كمكافأة للمشاركة وتغطية نفقات التحضير، وتضاعفت المبالغ للمنتخبات التي نجحت في تجاوز دور المجموعات والوصول إلى الأدوار الإقصائية.

ويكتسب هذا الحدث أهمية خاصة تتجاوز الجانب المالي، حيث جاءت البطولة كبروفة نهائية واختبار حقيقي لجاهزية دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022. وقد أقيمت المباريات على ستة من الملاعب المونديالية المتطورة، مما منح اللاعبين العرب فرصة نادرة لتجربة الأجواء العالمية والبنية التحتية المتطورة قبل انطلاق الحدث العالمي الأبرز. هذا السياق أضاف للبطولة ثقلاً دولياً، خاصة مع اعتراف الفيفا بها رسمياً لأول مرة، مما جعلها محط أنظار الإعلام الرياضي العالمي وليس الإقليمي فقط.

تاريخياً، عانت بطولة كأس العرب من عدم الانتظام في إقامتها وضعف الجوائز المالية في نسخها السابقة، مما كان يؤدي أحياناً إلى مشاركة المنتخبات بالصف الثاني أو اللاعبين المحليين فقط. إلا أن النسخة الأخيرة وضعت معايير جديدة تماماً، حيث حفزت القيمة المالية العالية والاعتراف الدولي الاتحادات الوطنية على المشاركة بأفضل تشكيلاتها المتاحة، مما رفع المستوى الفني للمباريات بشكل ملحوظ وأعاد للكرة العربية بريقها التنافسي.

وعلى الصعيد الاقتصادي والرياضي، تساهم هذه العوائد المالية الضخمة في دعم خزائن الاتحادات العربية، لا سيما تلك التي تعاني من شح الموارد، مما يتيح لها الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرياضية وبرامج إعداد الناشئين. إن نجاح هذه النسخة مالياً وتنظيمياً قد وضع حجر الأساس لاستمرار البطولة بشكل دوري ومنتظم، مما يعزز من الروابط الرياضية بين الشعوب العربية ويخلق منصة تنافسية قوية تساهم في رفع تصنيف المنتخبات العربية لدى الفيفا.

spot_imgspot_img