spot_img

ذات صلة

إنتر ميلان ودوري الأبطال: إنزاغي يطلب الصدارة رغم الغيابات

في تصريحات تعكس مزيجاً من الواقعية والطموح، أكد سيموني إنزاغي، المدير الفني لنادي إنتر ميلان الإيطالي، أن فريقه يمر بظروف استثنائية يمكن وصفها بـ "حالة طوارئ" نتيجة تكدس قائمة المصابين، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن هدف "النيراتزوري" يظل ثابتاً وهو انتزاع صدارة المجموعة في دوري أبطال أوروبا قبل إسدال الستار على هذا الدور.

عودة النيراتزوري للواجهة الأوروبية

لا يمكن فصل تصريحات إنزاغي الحالية عن السياق العام الذي يعيشه إنتر ميلان في السنوات الأخيرة. فبعد فترة من الغياب عن الأدوار المتقدمة، نجح الفريق في استعادة هيبته القارية، وتوج ذلك بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2023 في إسطنبول، حيث قدم أداءً ندياً أمام مانشستر سيتي الإنجليزي. هذا التاريخ القريب وضع على عاتق الجهاز الفني واللاعبين مسؤولية الحفاظ على هذا المستوى، حيث لم يعد الجمهور يكتفي بمجرد المشاركة، بل بات يطمح للمنافسة على اللقب، مما يزيد من أهمية كل مباراة في دور المجموعات لترسيخ شخصية البطل.

لعنة الإصابات وضريبة الجدول المزدحم

يشير مصطلح "حالة الطوارئ" الذي استخدمه المدرب الإيطالي إلى أزمة حقيقية تواجه الأندية الكبرى في أوروبا حالياً، والمتمثلة في ضغط المباريات غير المسبوق بين الدوريات المحلية والمسابقات القارية وفترات التوقف الدولي. يعاني إنتر ميلان تحديداً من غيابات مؤثرة ضربت عمق التشكيلة، لا سيما في خطي الوسط والدفاع، وهما الركيزة الأساسية في خطة (3-5-2) التي يعتمد عليها إنزاغي. تتطلب هذه الخطة جاهزية بدنية قصوى للأظهرة ولاعبي الارتكاز، وأي نقص عددي يضطر المدرب لإجراء مداورة معقدة قد تؤثر على انسجام الفريق، وهو التحدي الأبرز الذي يحاول إنزاغي تجاوزه بخبرته التكتيكية.

الحسابات الاستراتيجية: لماذا الصدارة ضرورة؟

تكتسب رغبة إنزاغي في حسم الصدارة بعداً استراتيجياً بالغ الأهمية يتجاوز الجانب المعنوي. ففي حسابات دوري أبطال أوروبا، يضمن صاحب المركز الأول تجنب مواجهة متصدري المجموعات الأخرى في دور الـ16، مما يعني الابتعاد مبدئياً عن صدامات مبكرة مع عمالقة مثل ريال مدريد، بايرن ميونخ، أو مانشستر سيتي. إن التأهل في المركز الثاني قد يضع الفريق في مسار شائك ومعقد يهدد استمرار مسيرته في البطولة، ولذلك يعتبر إنزاغي أن القتال على الصدارة هو الخطوة الأولى الفعلية نحو الأدوار النهائية.

فلسفة إنزاغي وخبرة المواعيد الكبرى

أثبت سيموني إنزاغي خلال مسيرته مع لاتسيو ثم إنتر ميلان أنه مدرب يجيد التعامل مع الضغوطات ومباريات الكؤوس. وقد نجح في زرع عقلية الفوز لدى لاعبيه، مما جعل الفريق قادراً على تعويض الغيابات الفردية بقوة المنظومة الجماعية. ورغم الصعوبات الحالية، يراهن المدرب على الروح القتالية للاعبيه المتاحين وعلى دعم جماهير "جيوزيبي مياتزا" لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، مؤكداً أن إنتر ميلان بمن حضر، وأن الطموح الأوروبي لا يقبل المساومة أو التراجع.

spot_imgspot_img