spot_img

ذات صلة

ارتفاع دخول الخليجيين للسعودية 5.83%.. الأرقام والدلالات

سجلت المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في حركة الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ارتفعت نسبة دخول الخليجيين إلى المملكة بنسبة 5.83% مقارنة بالأرقام المسجلة في عام 2023. ويأتي هذا الارتفاع كمؤشر إيجابي يعكس نجاح الاستراتيجيات السياحية والاقتصادية التي تتبناها المملكة، وتنامي جاذبيتها كوجهة رئيسية في المنطقة.

سياق النمو ورؤية المملكة 2030

لا يمكن قراءة هذا الارتفاع في أعداد الزوار الخليجيين بمعزل عن السياق العام للتحولات الكبرى التي تشهدها المملكة تحت مظلة “رؤية السعودية 2030”. فقد وضعت الرؤية قطاع السياحة كأحد الركائز الأساسية لتنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على النفط. وقد استثمرت المملكة مليارات الريالات في تطوير البنية التحتية، وتحديث المطارات، وتسهيل إجراءات الدخول، مما جعل السفر إلى المملكة أكثر سلاسة وجاذبية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين تربطهم بالمملكة علاقات اجتماعية وثقافية وطيدة.

المواسم الترفيهية والفعاليات العالمية

لعبت روزنامة الفعاليات السعودية دوراً حاسماً في هذا النمو. فمع انطلاق مواسم السعودية المختلفة، وعلى رأسها “موسم الرياض” و”موسم جدة”، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية العالمية والحفلات الفنية، تحولت المملكة إلى مركز جذب ترفيهي إقليمي. يجد السائح الخليجي في المملكة خيارات متنوعة تجمع بين الترفيه العائلي، والتسوق الفاخر، والتجارب الثقافية الفريدة، مما شجع على زيادة وتيرة الزيارات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع عبر المنافذ البرية والجوية.

السياحة الدينية وتسهيل الإجراءات

إلى جانب الترفيه، تظل السياحة الدينية ركيزة ثابتة في حركة الدخول. وقد ساهمت التسهيلات الكبيرة التي قدمتها وزارة الحج والعمرة، وتطوير الخدمات في الحرمين الشريفين، في تشجيع الخليجيين على تكرار زيارات العمرة على مدار العام. التكامل بين السياحة الدينية والبرامج السياحية الأخرى أتاح للزوار فرصة استكشاف مناطق أخرى في المملكة بعد أداء المناسك، مما عزز من أرقام الدخول.

الأثر الاقتصادي المتوقع

يحمل هذا الارتفاع بنسبة 5.83% دلالات اقتصادية هامة؛ فهو يعني زيادة في الإنفاق السياحي داخل المملكة، مما ينعش قطاعات الضيافة، والفنادق، والمطاعم، وقطاع التجزئة. كما يعزز هذا النمو من التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويؤكد على مكانة السعودية كقوة اقتصادية وسياحية صاعدة، قادرة على استقطاب الزوار بفضل تنوع منتجها السياحي وجودة خدماتها المتطورة باستمرار.

spot_imgspot_img