شرعت الجهات المعنية في محافظة جدة، اليوم، في تنفيذ عمليات الإخلاء والإزالة الميدانية لموقع "تشليح الحمدانية"، وذلك في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها أمانة محافظة جدة والجهات ذات العلاقة للقضاء على العشوائيات ومعالجة مظاهر التشوه البصري التي تؤثر سلباً على الوجه الحضاري للمدينة الساحلية.
سياق التطوير ومعالجة التشوه البصري
تأتي هذه الخطوة الحاسمة كجزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الشاملة لتطوير مدينة جدة، والتي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى رفع جودة الحياة وتحسين المشهد البيئي والعمراني في المدن السعودية. لطالما شكل وجود محلات السكراب وتشليح السيارات بالقرب من الأحياء السكنية الحديثة، مثل حي الحمدانية، تحدياً كبيراً للتخطيط العمراني، حيث تسببت هذه المواقع في تكدس مروري، وتلوث بيئي ناتج عن تسرب الزيوت ومخلفات المركبات، بالإضافة إلى تشويه المنظر العام لمدخل المدينة الشمالي.
الخلفية التاريخية لمشاريع تطوير جدة
شهدت مدينة جدة خلال السنوات القليلة الماضية حراكاً تنموياً غير مسبوق، تمثل في إزالة العديد من الأحياء العشوائية والمناطق الصناعية القديمة التي لم تعد تتناسب مع التوسع العمراني الحديث. وتعتبر إزالة تشليح الحمدانية استكمالاً لهذه السلسلة من المشاريع التنظيمية التي تهدف إلى إعادة هيكلة استخدامات الأراضي، وتحويل المناطق التي كانت تشكل عبئاً بيئياً وأمنياً إلى مساحات يمكن استغلالها في مشاريع تنموية، أو حدائق، أو مرافق عامة تخدم سكان المنطقة الذين عانوا لسنوات من الضجيج والمخاطر المرتبطة بوجود التشليح.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للقرار
من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، يحمل قرار الإزالة أبعاداً إيجابية متعددة؛ فعلى الصعيد المحلي، سيساهم نقل هذه الأنشطة إلى المناطق الصناعية المخصصة والمجهزة ببنية تحتية مناسبة في تنظيم سوق قطع الغيار والمعدات الثقيلة، مما يضمن رقابة أفضل ومعايير سلامة أعلى. كما أن إخلاء الموقع سيؤدي فوراً إلى انسيابية الحركة المرورية في الطرق المؤدية إلى حي الحمدانية والأحياء المجاورة، والتي كانت تشهد اختناقات مستمرة بسبب شاحنات النقل والسيارات التالفة.
ختاماً، تؤكد هذه الإجراءات عزم الجهات المختصة على المضي قدماً في تحويل جدة إلى وجهة عالمية، من خلال تطبيق أعلى معايير التخطيط الحضري، وضمان بيئة سكنية صحية وآمنة للمواطنين والمقيمين، بعيداً عن الملوثات الصناعية والعشوائية.


