ماذا يعني تصنيف السعودية حليفاً رئيسياً لأميركا من خارج الناتو؟
اختتم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته الرسمية للولايات المتحدة بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث أكّد الطرفان عمق الشراكة والصداقة التاريخية بين البلدين. وشهدت الزيارة إعلاناً مهماً تمثل في تصنيف السعودية حليفاً من خارج الناتو، إلى جانب الموافقة على بيع مقاتلات F-35 للمملكة، ما اعتُبر نقلة نوعية في العلاقات الدفاعية بين البلدين.
أهمية تصنيف “حليف رئيسي من خارج الناتو”
يعد هذا التصنيف (Major Non-NATO Ally – MNNA) أعلى مستويات التعاون العسكري الذي تمنحه الولايات المتحدة لدولة ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي. ويحمل هذا الوضع مجموعة من الامتيازات الجوهرية، أبرزها:
١. تسهيلات عسكرية ودفاعية واسعة
يتيح التصنيف الحصول على أسلحة أمريكية متقدمة بشروط ميسرة، إضافة إلى أولوية في الوصول إلى المعدات الدفاعية التي ينتجها الجيش الأمريكي.
٢. المشاركة في برامج تطوير الأسلحة
يمنح الدولة إمكانية الانضمام إلى برامج بحث وتطوير التكنولوجيا العسكرية، وتنفيذ مشاريع مشتركة لإنتاج الأنظمة الدفاعية المتقدمة.
٣. مناورات وتعاون عملياتي
يسهل المشاركة في تدريبات ومناورات مشتركة مع الجيش الأمريكي، إضافة إلى دعم لوجستي وتمويل عسكري خاص.
٤. تبادل استخباراتي وتنسيق أمني
يتيح التصنيف تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات العسكرية بشكل أكثر مرونة وموثوقية، بما يعزز الأمن الإقليمي.
رؤية الخبراء: السعودية شريك لا يمكن الاستغناء عنه
أكد المستشار الأمريكي السابق آموس هوكشتين أن الولايات المتحدة بحاجة إلى شركاء أقوياء في المنطقة، وأن السعودية تعد “مهمة للغاية” كونها أكبر دولة في الخليج وركناً أساسياً في العالمين العربي والإسلامي.
كما أوضح المسؤول السابق في البنتاغون مايك ميلروي أن تصنيف السعودية حليفاً من خارج الناتو يعزز مكانتها كشريك استراتيجي، مشيراً إلى أن الموافقة على بيع طائرات F-35 للمملكة استثناء لم تحصل عليه أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.
اتفاقيات ضخمة تعزز الشراكة الإستراتيجية
شهدت الزيارة توقيع سلسلة من الاتفاقيات التي تؤكد عمق الشراكة بين البلدين، من أبرزها:
- اتفاقية الدفاع الإستراتيجي
- الشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي
- اكتمال المفاوضات حول التعاون في الطاقة النووية المدنية
- إطار التعاون في تأمين سلاسل إمداد المعادن واليورانيوم
- برنامج تسهيل وتسريع الاستثمارات السعودية
- شراكات مالية واقتصادية موسعة
- الاعتراف المتبادل بمعايير سلامة المركبات
- مذكرة تفاهم في مجالات التعليم والتدريب
تصنيف يعكس مرحلة جديدة في العلاقات السعودية الأمريكية
يمثل تصنيف السعودية حليفاً من خارج الناتو خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدفاعية بين البلدين، ويؤكد التزام واشنطن بتعزيز تحالفها مع الرياض. كما يعزز قدرة المملكة على تطوير قدراتها الدفاعية وتحقيق استقرار أكبر للمنطقة.


