في ليلة كروية لا تُنسى على الأراضي القطرية، حقق المنتخب السوري لكرة القدم، الملقب بـ «نسور قاسيون»، فوزاً ثميناً ومستحقاً على نظيره التونسي «نسور قرطاج»، ضمن منافسات بطولة كأس العرب التي استضافتها الدوحة. هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط في رصيد المنتخب السوري، بل كان بمثابة رسالة قوية تؤكد عودة الروح القتالية للكرة السورية في المحافل الدولية.
أداء بطولي وتكتيك محكم
شهدت المباراة انضباطاً تكتيكياً عالياً من الجانب السوري، حيث تمكن اللاعبون من إغلاق المساحات أمام نجوم المنتخب التونسي المدجج بالمحترفين. استغل المنتخب السوري الفرص المتاحة بذكاء شديد، معتمداً على الهجمات المرتدة والضغط العالي في مناطق الخصم، مما أربك حسابات المنتخب التونسي الذي دخل اللقاء مرشحاً للفوز نظراً لتصنيفه الدولي المتقدم.
كأس العرب في قطر: بروفة المونديال
تكتسب هذه المباراة أهمية خاصة كونها جاءت ضمن بطولة كأس العرب 2021، التي نظمتها قطر تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأول مرة، كبروفة نهائية قبل استضافة كأس العالم 2022. اللعب على ملاعب المونديال وأمام جماهير غفيرة منح اللقاء زخماً كبيراً، وجعل من الفوز السوري حدثاً تداولته وسائل الإعلام العربية والعالمية، مشيدة بالتنظيم القطري وبالأجواء الحماسية التي رافقت البطولة.
أهمية الفوز وتأثيره المعنوي
يعد الفوز على منتخب بحجم تونس، الذي يعتبر أحد أقوى منتخبات القارة السمراء والعالم العربي، إنجازاً يعيد الثقة للجماهير السورية. هذا الانتصار جاء ليثبت أن الكرة السورية، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وتأثيرها على الدوري المحلي والاستعدادات، لا تزال قادرة على مقارعة الكبار وإحداث المفاجآت. لقد أحيا هذا الفوز آمال السوريين في المنافسة وأكد أن العزيمة والإصرار يمكنهما تعويض الفوارق الفنية والبدنية في عالم المستديرة.
الجماهير.. اللاعب رقم 12
لا يمكن الحديث عن هذا اللقاء دون التطرق للدور الكبير الذي لعبته الجالية السورية في قطر. فقد امتلأت مدرجات الملعب بالمشجعين الذين هتفوا لمنتخب بلادهم طوال التسعين دقيقة، مما شكل دافعاً هائلاً للاعبين لبذل أقصى طاقاتهم. هذا المشهد الجماهيري عكس الشغف الكبير للشعوب العربية بكرة القدم، وأكد نجاح قطر في لم الشمل العربي من خلال الرياضة في عرس كروي استثنائي.


