أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، عن تمكن فرقه الميدانية من انتزاع 961 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال أسبوع واحد فقط، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتأمين المناطق المحررة وحماية المدنيين من المخاطر القاتلة التي تتربص بهم في الطرقات والمزارع.
تفاصيل العمليات الميدانية وجهود التطهير
تنوعت المضبوطات التي نجحت فرق «مسام» الهندسية في تفكيكها بين ألغام مضادة للدبابات وأخرى مضادة للأفراد، بالإضافة إلى كميات من الذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة المبتكرة. وتعمل الفرق الهندسية التابعة للمشروع في ظروف تضاريسية ومناخية صعبة للغاية، حيث تنتشر الألغام في مناطق جبلية وعرة وأخرى صحراوية، مما يتطلب مهارات عالية وتقنيات متطورة للكشف عنها ونزعها بأمان.
مشروع مسام: مبادرة إنسانية لإنقاذ الأرواح
يأتي هذا الإنجاز استمراراً للمهمة الإنسانية النبيلة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة في منتصف عام 2018. ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بعشوائية وكثافة غير مسبوقة، والتي تسببت في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن التسبب في إعاقات دائمة للكثيرين.
سياق أزمة الألغام في اليمن
تُعد أزمة الألغام في اليمن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث حولت الميليشيات مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومناطق الرعي ومحيط المدارس ومصادر المياه إلى حقول موت محقق. وتشير التقارير الحقوقية والدولية إلى أن زراعة الألغام لم تقتصر على الجبهات العسكرية، بل امتدت لتشمل القرى والمناطق السكنية، مما أعاق عودة النازحين إلى ديارهم وعطل عجلة التنمية والحياة اليومية في العديد من المحافظات اليمنية.
إحصائيات وأرقام قياسية
منذ انطلاق المشروع وحتى الآن، تمكن «مسام» من انتزاع مئات الآلاف من الألغام والذخائر غير المنفجرة، متجاوزاً حاجز الـ 400 ألف لغم وذخيرة (وفقاً للإحصائيات التراكمية للمشروع). وتعتبر هذه الأرقام دليلاً واضحاً على حجم الكارثة التي يواجهها اليمن، وفي الوقت ذاته تعكس الإصرار الكبير من قبل المشروع والقائمين عليه لتخليص الشعب اليمني من هذا الإرث الدموي.
الأثر الإنساني والتنموي
لا تقتصر أهمية ما يقوم به مشروع «مسام» على الجانب الأمني فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. فكل لغم يتم نزعه يعني إنقاذ روح بشرية، وإعادة الأمل لمزارع بالعودة إلى أرضه، ولطفل بالذهاب إلى مدرسته بأمان. وتساهم عمليات التطهير في فتح الطرقات المغلقة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مما يعزز من فرص الاستقرار والتعافي في اليمن.


