في أجواء احتفالية مبهرة، دشّن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفل افتتاح بطولة كأس العرب 2025، وذلك في استاد البيت بمدينة الخور، أحد أبرز الملاعب المونديالية. شهد الحفل حضوراً رفيع المستوى تقدمه وزير الرياضة رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» جياني إنفانتينو، إلى جانب نخبة من أساطير ونجوم الكرة العالمية. وقد تميز الحفل بعروض فنية وغنائية أحياها كبار الفنانين العرب، وتزينت سماء الخور بالألعاب النارية التي أضفت رونقاً خاصاً على انطلاقة العرس الكروي العربي.
وتكتسب هذه النسخة من كأس العرب أهمية خاصة، كونها تأتي لتعزز الروابط الرياضية بين الشعوب العربية، ولتؤكد استمرارية نجاح البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يمنحها زخماً دولياً واهتماماً إعلامياً واسعاً. وتعتبر البطولة فرصة مثالية للمنتخبات العربية لاختبار جاهزيتها الفنية في ملاعب عالمية المستوى، وسط تنافس شريف يعكس تطور الكرة العربية في السنوات الأخيرة.
فوز تاريخي للفدائي
على الصعيد الفني، فجّر المنتخب الفلسطيني مفاجأة من العيار الثقيل في مستهل مشواره بالبطولة، حيث تمكن من تحقيق فوز تاريخي على صاحب الأرض والجمهور، المنتخب القطري، بهدف دون رد. واعتمد مدرب فلسطين، إيهاب أبو جزر، على تكتيك واقعي ارتكز على التكتل الدفاعي المحكم وإغلاق المساحات أمام الهجوم القطري، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت خطورة بالغة.
ورغم السيطرة القطرية النسبية، كاد المنتخب الفلسطيني أن يباغت العنابي في الربع ساعة الأخيرة، حيث أهدر البديل أحمد القاق فرصة محققة بعد تمريرة رأسية متقنة من زيد قنبر، تلتها محاولة خطيرة لوجدي نبهان. وجاءت اللحظة الحاسمة في الوقت بدل الضائع (د: 90+4)، عندما أودع المدافع القطري سلطان البريك الكرة بالخطأ في مرمى فريقه إثر كرة عرضية فلسطينية، ليمنح «الفدائي» أول انتصار له في تاريخ مشاركته بالمسابقة، ويحصد أول ثلاث نقاط ثمينة، بينما بقي رصيد قطر خالياً من النقاط.
نسور قاسيون تحلق عالياً
وفي إطار منافسات المجموعة ذاتها، واصلت المنتخبات العربية تقديم الإثارة، حيث نجح المنتخب السوري في تخطي عقبة نظيره التونسي القوي بهدف نظيف. ويدين «نسور قاسيون» بهذا الفوز لقائدهم النجم عمر خريبين، الذي سجل هدف المباراة الوحيد من ركلة حرة مباشرة نفذها ببراعة من خارج منطقة الجزاء، مباغتاً الدفاع والحارس التونسي.
وشهدت المباراة ضغطاً هجومياً مكثفاً من جانب «نسور قرطاج» في محاولة لإدراك التعادل، خاصة في الثلث الأخير من الملعب، إلا أنهم اصطدموا بتألق لافت للحارس السوري شاهر الشاكر، الذي وقف سداً منيعاً أمام الهجمات التونسية. وتصدى الشاكر لعدة كرات خطيرة، أبرزها تسديدة إسماعيل الغربي من داخل المنطقة في الوقت القاتل، ليحافظ على نظافة شباكه ويمنح بلاده ثلاث نقاط غالية في بداية المشوار.
وبهذه النتائج، تتصدر فلسطين وسورية ترتيب المجموعة، وتتجه الأنظار إلى الجولة القادمة يوم الخميس المقبل، حيث يسعى المنتخب التونسي للتعويض أمام نظيره الفلسطيني المنتشي بفوزه، بينما يصطدم المنتخب القطري بنظيره السوري في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين بالنسبة لأصحاب الأرض.
