يحتل ملف قروض الإسكان مكانة بارزة ودائمة على طاولة نقاشات مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، حيث يُعد هذا الملف واحداً من أكثر القضايا حيوية وتأثيراً على حياة المواطنين واستقرارهم الاجتماعي والاقتصادي. وتأتي هذه المناقشات المستمرة في إطار الدور الرقابي والتشريعي للمجلس لضمان كفاءة البرامج الحكومية وتوافقها مع احتياجات المجتمع.
السياق العام والتحولات في منظومة التمويل العقاري
شهد قطاع الإسكان في المملكة تحولات جذرية خلال السنوات الماضية، انتقل خلالها صندوق التنمية العقارية من نموذج الإقراض المباشر إلى نموذج التمويل المدعوم بالشراكة مع البنوك والمؤسسات التمويلية. ورغم أن هذا التحول ساهم بشكل كبير في تقليص قوائم الانتظار وتسريع وتيرة التملك، إلا أنه أفرز تحديات جديدة تتعلق بنسب الفائدة المتغيرة وتكاليف التمويل، وهو ما جعل قروض الإسكان محوراً أساسياً لمداخلات أعضاء مجلس الشورى الذين يطالبون باستمرار بمراجعة السياسات لضمان عدم إرهاق كاهل المواطن.
أبرز مطالبات الشورى وتوصياته
يركز مجلس الشورى في جلساته المتعلقة بوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان أو صندوق التنمية العقارية على عدة نقاط جوهرية، منها:
- مراجعة عقود التمويل: المطالبة بزيادة الشفافية في العقود المبرمة بين المستفيدين والجهات التمويلية، وضمان حق المستفيد في حال تغير الظروف الاقتصادية.
- معالجة فوائد القروض: الدعوة المستمرة لإيجاد حلول لارتفاع نسب الفائدة (السايبر)، ومطالبة الصندوق بتحمل كامل الفوائد عن شرائح أوسع من المجتمع، خاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
- تمديد فترات الدعم: مناقشة تمديد الدعم السكني وتسهيل الإجراءات للمتقاعدين والأسر الأشد حاجة.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لتدخلات الشورى
تكتسب مناقشات الشورى حول قروض الإسكان أهميتها من تأثيرها المباشر على الاقتصاد الوطني. فالتخفيف من الأعباء التمويلية يعني زيادة الدخل المتاح للأسر للإنفاق في قطاعات أخرى، مما يحرك العجلة الاقتصادية. كما أن تيسير التملك يعزز من الاستقرار الأسري، وهو أحد ركائز برنامج جودة الحياة.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
تصب كافة هذه الجهود والمناقشات في بوتقة تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف لرفع نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 70%. ويعمل مجلس الشورى كصمام أمان لضمان أن يتم تحقيق هذه الأرقام الطموحة بطريقة مستدامة مالياً للمواطن وللدولة على حد سواء، من خلال سن التشريعات وتقديم التوصيات التي توازن بين مصلحة المستفيد واستدامة الصناديق الإقراضية.


