نجا محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، وقائد محور طور الباحة، العميد أبوبكر الجبولي، من محاولة اغتيال غادرة يوم الإثنين، إثر هجوم مسلح استهدف موكبهما في منطقة نجد البرد جنوب المحافظة. وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة من مرافقيهما وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة، في تصعيد خطير يعكس هشاشة الوضع الأمني في المحافظة المحورية.
ووفقاً لمصادر أمنية، فتح مسلحون مجهولون النار بكثافة على موكب المحافظ والقائد العسكري أثناء مرورهما في طريق هيجة العبد، الشريان الحيوي الذي يربط بين محافظتي تعز ولحج، وذلك خلال توجههما من مدينة التربة نحو طور الباحة. وقد أدى الهجوم إلى استشهاد خمسة جنود وإصابة اثنين آخرين تم نقلهم لتلقي العلاج.
السياق العام والخلفية التاريخية
يأتي هذا الحادث في ظل وضع أمني وعسكري معقد تشهده محافظة تعز منذ سنوات. فالمحافظة، التي تعتبر واحدة من أكثر المحافظات اليمنية كثافة سكانية، تمثل خط مواجهة رئيسي في الصراع الدائر في اليمن منذ عام 2014. وتخضع مدينة تعز، عاصمة المحافظة، لحصار خانق تفرضه جماعة الحوثي منذ سنوات، مما تسبب في أزمة إنسانية كارثية. المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ورغم تحررها من الحوثيين، إلا أنها تعاني من تحديات أمنية جمة، تشمل انتشار السلاح وصراعات النفوذ بين فصائل عسكرية وأمنية متعددة، مما يخلق بيئة خصبة للاغتيالات والهجمات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
يمثل استهداف مسؤول بحجم محافظ المحافظة وقائد عسكري رفيع تصعيداً نوعياً يهدد بتقويض ما تبقى من استقرار في المناطق الحكومية. على الصعيد المحلي، يثير الحادث مخاوف من تجدد الصراعات الداخلية بين الفصائل المسلحة، وقد يؤدي إلى حملات أمنية واسعة النطاق قد تسفر عن مواجهات جديدة. كما أنه يضعف من هيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، ويؤثر سلباً على معنويات المواطنين الذين يتوقون للأمن والاستقرار.
إقليمياً ودولياً، يسلط هذا الهجوم الضوء على مدى هشاشة الوضع في اليمن وصعوبة تطبيق أي تسويات سياسية في ظل الانفلات الأمني. كما أنه يعقد جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تحقيق السلام، حيث أن استقرار المناطق المحررة يعد شرطاً أساسياً لأي حل سياسي مستقبلي. وقد أدانت السلطة المحلية في تعز في بيان رسمي هذا “العمل الإجرامي الآثم”، معتبرة إياه “اعتداءً سافراً يهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار وزعزعة السكينة العامة”. وأكدت السلطات أن هذه الأعمال تخدم أجندات جماعة الحوثي الساعية لنشر الفوضى. وتوعدت بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، حيث أطلقت القوات الأمنية والعسكرية حملة لملاحقة المتورطين في الهجوم.


