أُسدل الستار رسمياً على منافسات التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا للناشئين تحت 17 عاماً 2026، ليعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن اكتمال عقد المنتخبات المشاركة في النهائيات المرتقبة التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية. ومن المقرر أن تقام البطولة خلال الفترة من 7 إلى 24 مايو 2026، وسط ترقب كبير للحدث الذي يجمع نخبة مواهب القارة الصفراء.
نظام التأهل وقائمة المنتخبات المشاركة
شهدت هذه النسخة نظاماً دقيقاً لتحديد المتأهلين، حيث انضمت المنتخبات السبعة التي تصدرت مجموعاتها في التصفيات الأخيرة إلى قائمة النخبة التي ضمنت تواجدها مسبقاً. وتتكون القائمة النهائية من 16 منتخباً، يتقدمهم ممثلو القارة في كأس العالم للناشئين 2025 (التي أقيمت في قطر)، وهم: المملكة العربية السعودية (المستضيف)، كوريا الشمالية، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، قطر، طاجيكستان، الإمارات، وأوزبكستان.
أما المنتخبات التي حجزت مقاعدها عبر صدارة مجموعات التصفيات فهي: الصين، اليمن، فيتنام، الهند، أستراليا، تايلاند، وميانمار. ويأتي هذا التنوع الجغرافي ليعكس تطور الكرة الآسيوية في مختلف مناطق القارة، من شرق آسيا إلى غربها.
سيناريوهات مثيرة ومفاجآت مدوية
لم تخلُ التصفيات من الإثارة والنتائج غير المتوقعة، حيث شكل خروج قوى تقليدية صدمة في الأوساط الرياضية. فقد ودعت منتخبات بحجم إيران والعراق والكويت المنافسات مبكراً بعد عجزها عن تجاوز دور المجموعات، وهو ما يمثل تحولاً لافتاً في موازين القوى لفئة الناشئين، ويفتح الباب أمام ظهور أبطال جدد.
وفي تفاصيل المباريات الحاسمة، أثبت المنتخب الصيني قوته بتصدر المجموعة الأولى بعد فوز عريض على بنغلاديش برباعية نظيفة. وسار المنتخب اليمني على نفس الدرب مقدماً أداءً بطولياً في المجموعة الثانية، حاسماً تأهله بانتصار مثير على لاوس بنتيجة 4-2، ليؤكد تطور الكرة اليمنية في الفئات السنية.
وفي جنوب شرق القارة، قدمت فيتنام عرضاً كروياً راقياً أمام غريمتها ماليزيا وفازت عليها 4-0 لتتصدر المجموعة الثالثة. بينما كانت الإثارة حاضرة بقوة في تأهل الهند، التي فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على إيران 2-1، لتخطف الصدارة بفارق المواجهات المباشرة بعد تساوي الفريقين برصيد 7 نقاط.
صراعات النقاط والدقائق الأخيرة
شهدت المجموعة الخامسة صراعاً شرساً، حيث اضطرت أستراليا للصمود أمام رد فعل قوي من المنتخب العراقي لتخرج بتعادل 3-3، وهو التعادل الذي كان كافياً لتصدرها برصيد 10 نقاط. وفي سيناريو دراماتيكي بالمجموعة السادسة، تصدرت تايلاند بفارق الأهداف في منافسة ثلاثية مع تركمانستان والكويت بعد تساوي الجميع بـ 9 نقاط. كما حققت ميانمار إنجازاً تاريخياً بالعودة للنهائيات لأول مرة منذ 2006، بعد تعادل حاسم مع سوريا 2-2 أوصلها للنقطة العاشرة.
أهمية الاستضافة السعودية وتأثيرها
تكتسب استضافة المملكة العربية السعودية لهذه البطولة أهمية استراتيجية كبرى، حيث تأتي في إطار رؤية المملكة لتعزيز البنية التحتية الرياضية واستضافة الفعاليات القارية والعالمية. ومن المتوقع أن تشهد البطولة تغطية إعلامية واسعة وحضوراً جماهيرياً كبيراً، مما يساهم في صقل مواهب اللاعبين الناشئين وإعدادهم للمنافسات الدولية المقبلة.
الجدير بالذكر أن الأنظار تتجه الآن صوب يوم 12 فبراير 2026، وهو الموعد المحدد لإجراء مراسم سحب القرعة، حيث ستتضح معالم المجموعات والمواجهات المرتقبة في الطريق نحو اللقب القاري.
