في خطوة تصعيدية تهدف إلى فرض مبادئ اللعب النظيف والعدالة التحكيمية في القارة السمراء، وجهت إدارة النادي الأهلي المصري تحذيراً شديد اللهجة إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، مرفقاً بمقترحات عملية تتضمن 4 حلول عاجلة لوقف ما وصفته الإدارة بالانتهاكات التي تتعرض لها الأندية في البطولات القارية.
ويأتي هذا التحرك الرسمي من جانب القلعة الحمراء في إطار حرص النادي، بصفته كبير القارة وأكثر الأندية تتويجاً بالألقاب، على تصحيح المسار داخل المنظومة الكروية الإفريقية. وقد تضمن الخطاب المرسل ضرورة إعادة النظر في العديد من اللوائح التنظيمية التي أثارت جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق باختيار ملاعب المباريات النهائية، وتعيين الأطقم التحكيمية، وضمان سلامة الجماهير واللاعبين.
تفاصيل الحلول الأربعة المقترحة
استندت مذكرة النادي الأهلي إلى ضرورة تطبيق معايير احترافية صارمة، حيث تمحورت الحلول الأربعة حول نقاط جوهرية لا غنى عنها لتطوير الكرة الإفريقية:
- العدالة التحكيمية وتقنية الفيديو: المطالبة بتطبيق تقنية «VAR» من الأدوار التمهيدية أو المتقدمة مبكراً لضمان تكافؤ الفرص، مع اختيار حكام النخبة للمباريات الحساسة بعيداً عن الشبهات أو المجاملات.
- حيادية الملاعب: وضع معايير واضحة ومعلنة مسبقاً لاختيار الملاعب التي تستضيف النهائيات القارية، لتجنب أزمات تضارب المصالح التي حدثت في مواسم سابقة.
- التأمين والسلامة: تشديد العقوبات على الأندية التي تفشل في تأمين بعثات الفرق الضيفة، وضمان سلامة اللاعبين والجماهير داخل وخارج المستطيل الأخضر.
- الجدولة واللوائح: ضبط الروزنامة الإفريقية بما لا يتعارض مع الأجندات الدولية والمحلية، وتوحيد اللوائح لتسري على الجميع دون استثناءات.
السياق التاريخي وأهمية التحرك
لا يعد هذا التحرك وليد اللحظة، بل هو امتداد لسلسلة من المواقف التاريخية التي اتخذها النادي الأهلي للدفاع عن حقوقه وحقوق الأندية الإفريقية. فلطالما عانت الكرة في إفريقيا من مشاكل تنظيمية أثرت سلباً على سمعة المسابقات، بدءاً من أخطاء التحكيم الكارثية وصولاً إلى سوء التنظيم الإداري. ويرى الخبراء أن ضغط الأهلي في هذا التوقيت يمثل ورقة ضغط قوية على «كاف» لإجراء إصلاحات هيكلية حقيقية، خاصة في ظل التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم عالمياً.
التأثير المتوقع على الكرة الإفريقية
من المتوقع أن يلقى هذا الملف صدى واسعاً لدى الاتحادات المحلية والأندية الكبرى في القارة، حيث أن تطبيق هذه الحلول لن يصب في مصلحة الأهلي فحسب، بل سيرفع من القيمة التسويقية والفنية لدوري أبطال إفريقيا والكونفيدرالية. إن استجابة «كاف» لهذه المطالب قد تكون نقطة تحول تاريخية تعيد الثقة في البطولات الإفريقية وتجذب المزيد من الرعاة والمتابعين حول العالم، مما يضع المسؤولين في الاتحاد الإفريقي أمام مسؤولية تاريخية للاستجابة لهذه النداءات الإصلاحية.


