في ليلة كروية مميزة احتضنها ملعب «المملكة أرينا» في العاصمة الرياض، واصل فريق الهلال عروضه القوية وسلسلة انتصاراته المدوية، محققاً فوزاً عريضاً على ضيفه الفتح بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، ليؤكد «الزعيم» نواياه الجادة في المنافسة على اللقب الأغلى محلياً.
بداية نارية وسيطرة زرقاء
لم يمهل أصحاب الأرض ضيوفهم وقتاً طويلاً للدخول في أجواء المباراة، حيث فرض الهلال سيطرته المطلقة منذ الدقائق الأولى، معتمداً على الضغط العالي وتنوع الحلول الهجومية. ونجح الفريق في فك التكتلات الدفاعية للفتح عبر سلاح التسديد من خارج المنطقة، حيث افتتح البرازيلي مالكوم مهرجان الأهداف في الدقيقة 21 بتسديدة أرضية زاحفة استقرت في الزاوية اليسرى للحارس باتشيكو. ولم تمضِ سوى دقيقتين حتى عزز النجم البرتغالي روبن نيفيز النتيجة بقذيفة صاروخية سكنت الشباك في الدقيقة 23، قبل أن يضيف المدافع حسان تمبكتي الهدف الثالث في الدقيقة 35 مستغلاً ركلة ركنية نفذها نيفيز بإتقان، لينهي الهلال الشوط الأول بتقدم مريح بثلاثية نظيفة.
تعزيز النتيجة وتأهل مستحق
في الشوط الثاني، واصل الهلال نهجه الهجومي، وتمكن البديل ماركوس ليوناردو من تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 49 بعد تمريرة عرضية متقنة من ثيو هيرنانديز. ورغم المحاولات المتأخرة من فريق الفتح وتقليص الفارق بهدف شرفي سجله ماتياس فارغاس في الدقيقة 90+2، إلا أن المباراة كانت قد حُسمت عملياً لصالح الأزرق. وقد أدار المدرب إنزاغي الدقائق الأخيرة بذكاء، حيث أراح عدداً من العناصر الأساسية استعداداً للاستحقاقات القادمة، لتنتهي المواجهة بفوز مستحق وتأهل رسمي للمربع الذهبي.
أهمية البطولة والسياق التاريخي
تكتسب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أهمية قصوى في المشهد الرياضي السعودي، كونها البطولة الأعرق والأغلى، ويحمل لقبها قيمة معنوية وتاريخية كبيرة للأندية السعودية. ويعد الهلال أحد أكثر الأندية تتويجاً بهذه البطولة، مما يجعل وصوله إلى نصف النهائي حدثاً معتاداً يعكس استقرار الفريق الفني والإداري. ويأتي هذا الفوز ليؤكد جاهزية الفريق للمنافسة على كافة الجبهات المحلية والقارية، مستفيداً من كوكبة النجوم العالميين في صفوفه والذين أحدثوا فارقاً نوعياً في مستوى الدوري السعودي للمحترفين.
تأثير الفوز على مسيرة الفريق
يمنح هذا الانتصار العريض دفعة معنوية هائلة لكتيبة الهلال في مشوارهم نحو استعادة الأمجاد وتحقيق البطولات هذا الموسم. كما أن اللعب على استاد «المملكة أرينا»، الذي يعد تحفة معمارية رياضية حديثة، يعزز من قوة الفريق وجماهيريته، حيث توفر الأرضية والجمهور دافعاً إضافياً للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم. وبهذا التأهل، يوجه الهلال رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه في نصف النهائي، مؤكداً أن الطريق إلى الكأس يمر عبر بوابة «الزعيم».


