
سطر نادي الخلود اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم السعودية، محققاً إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بوصوله إلى دور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الحالي. جاء هذا التأهل المستحق عقب ملحمة كروية مثيرة شهدها ملعب نادي الحزم بالرس، حيث تغلب الخلود على ضيفه الخليج بنتيجة 4-3 في مواجهة حبست الأنفاس حتى لحظاتها الأخيرة.
تفاصيل الملحمة الكروية
شهدت المباراة غزارة تهديفية وأداءً فنياً رفيعاً، حيث تناوب على تسجيل رباعية الخلود كل من أنريكي، ومزياني، والنجم الدولي هتان باهبري، وباكلي. هذا الانتصار لم يكن مجرد فوز عابر، بل كان إعلاناً صريحاً عن قدرة الفريق الصاعد حديثاً لدوري المحترفين على مقارعة الكبار في أغلى الكؤوس المحلية.
أهمية الحدث وسياقه التاريخي
تكتسب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أهمية قصوى في المشهد الرياضي السعودي، كونها البطولة الأعرق والأغلى، وتمنح بطلها مقعداً مباشراً في البطولات الآسيوية وفرصة للمنافسة على كأس السوبر السعودي. وصول نادي الخلود، الذي كان ينافس في دوري المناطق قبل سنوات قليلة، إلى المربع الذهبي يُعد مفاجأة سارة تكسر احتكار الأندية التقليدية الكبرى، وتعكس تطور الكرة السعودية واتساع رقعة المنافسة بفضل الدعم الكبير الذي يشهده القطاع الرياضي.
من القاع إلى القمة: رسالة بن هابورغ
في تعليق مؤثر يعكس رحلة الكفاح، وجه مالك النادي بن هابورغ رسالة عبر منصة «إكس» لخصت الحكاية، قائلاً: «لكم هذي الرسالة وأنا ممتلئ بالمشاعر، في عام 2017 كان الخلود ينافس في دوري المناطق، وانتصار الليلة لم يأتِ بين يوم وليلة». وأشاد بن هابورغ بالعمل الجماعي قائلاً: «نحن قادمون من العدم، لكننا ننتصر بالنظام والقلب»، مؤكداً أن الفريق لا يعتمد على النجوم الباهظين بل على الروح القتالية والتخطيط السليم، مشيداً بإرث الرؤساء السابقين.
الرؤية الفنية وفرحة اللاعبين
من الناحية الفنية، نجح المدرب الإنجليزي ديس باكينغهام في إدارة المباراة بامتياز، مؤكداً في تصريحاته أن «مباراة الخليج ستظل خالدة في التاريخ»، مشيراً إلى أن الفريق قدم 35 دقيقة أولى مثالية مهدت الطريق للفوز. وعلى صعيد اللاعبين، أهدى النجم هتان باهبري الفوز للجماهير وعائلته، مؤكداً أن هذا الانتصار هو «طريق العودة» لتصحيح المسار بعد التعثرات الأخيرة في دوري روشن، حيث يحتل الفريق المركز الحادي عشر، مما يجعل من الكأس فرصة ذهبية لإنقاذ الموسم وكتابة مجد جديد.
بهذا التأهل، يواصل الخلود مغامرته في «أغلى الكؤوس»، طامحاً في مواصلة المشوار نحو النهائي الحلم، ليثبت أن الطموح والعمل الجاد يمكنهما قهر المستحيل في عالم المستديرة.


