spot_img

ذات صلة

أرامكو تفوض سيتي غروب لبيع حصة بأصول التخزين

في خطوة استراتيجية جديدة تعكس توجهات عملاق النفط السعودي نحو تعظيم قيمة أصوله، أفادت تقارير اقتصادية بأن شركة "أرامكو السعودية" قد وقع اختيارها على مجموعة "سيتي غروب" المصرفية لتقديم المشورة المالية وترتيب صفقة محتملة لبيع حصة في عمليات تخزين وتصدير النفط التابعة لها. وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج أوسع تتبناه الشركة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل.

تفاصيل التوجه الاستراتيجي لأرامكو

تندرج هذه الصفقة المتوقعة تحت استراتيجية "إعادة تدوير الأصول" أو استثمار البنية التحتية، وهو نموذج مالي بدأت شركات النفط الوطنية الكبرى في المنطقة بتبنيه مؤخراً. وتهدف أرامكو من خلال هذا التوجه إلى تسييل جزء من أصول البنية التحتية غير الأساسية، مثل خطوط الأنابيب ومرافق التخزين، عبر بيع حصص أقلية لمستثمرين عالميين أو صناديق استثمارية كبرى، مع الاحتفاظ بحق الإدارة والتشغيل والملكية الكاملة للموارد النفطية نفسها.

السياق الاقتصادي ورؤية 2030

لا يمكن فصل هذا التحرك عن السياق العام لرؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحرير الاقتصاد وتقليل الاعتماد الكلي على مبيعات النفط الخام المباشرة كمصدر وحيد للدخل. من خلال هذه الصفقات، تنجح أرامكو في ضخ سيولة نقدية ضخمة فورية في ميزانيتها، يمكن إعادة استثمارها في مشاريع تنموية أخرى أو في قطاعات الطاقة المتجددة والبتروكيماويات، مما يعزز من المركز المالي للشركة وللاقتصاد السعودي ككل.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

يحمل اختيار "سيتي غروب" دلالات هامة على المستوى الدولي، حيث يؤكد ثقة المؤسسات المالية العالمية في متانة الاقتصاد السعودي وجاذبية أصول أرامكو. ومن المتوقع أن تجذب هذه الصفقة اهتماماً واسعاً من صناديق التقاعد العالمية، وشركات إدارة الأصول، وصناديق الثروة السيادية التي تبحث عن عوائد مستقرة وطويلة الأجل ومضمونة بفضل المكانة الائتمانية القوية لأرامكو.

علاوة على ذلك، يسهم هذا النوع من الصفقات في تعزيز الشفافية والحوكمة داخل الشركة، حيث يتطلب دخول شركاء دوليين الالتزام بمعايير عالمية دقيقة في التقارير المالية والإدارية. وقد سبق لشركات نفطية إقليمية، مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، أن نفذت صفقات مماثلة بنجاح كبير، مما شجع أرامكو على المضي قدماً في استكشاف القيمة الكامنة في بنيتها التحتية الهائلة.

spot_imgspot_img