في إطار الاستعدادات الاستباقية لمواجهة التقلبات الجوية، رفعت بلديتا بلّسمر وحوراء بلّسمر في منطقة عسير درجة الجاهزية القصوى لاستقبال موسم الأمطار، وذلك ضمن خطة متكاملة تهدف إلى درء أخطار السيول وتجمعات المياه، وضمان انسيابية الحركة المرورية والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
خطة عمل ميدانية شاملة
شرعت الفرق الميدانية التابعة للبلديتين في تنفيذ حملات مكثفة لصيانة وتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول. وشملت هذه الأعمال تنظيف العبّارات، ومجاري الأودية، وإزالة الرواسب والمخلفات التي قد تعيق تدفق المياه الطبيعي. كما تم تجهيز الآليات والمعدات الثقيلة وفرق الطوارئ للعمل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع أي بلاغات قد ترد خلال فترة هطول الأمطار، وذلك بالتنسيق المباشر مع غرفة عمليات أمانة منطقة عسير والدفاع المدني.
السياق الجغرافي وأهمية الاستعداد في عسير
تكتسب هذه الاستعدادات أهمية خاصة نظراً للطبيعة الجغرافية لمنطقة عسير، وتحديداً مرتفعات بلّسمر التي تقع ضمن سلسلة جبال السروات. تتميز هذه المنطقة بتضاريسها الوعرة ومنحدراتها الحادة، مما يجعلها عرضة لتشكل السيول الجارفة بسرعة كبيرة عند هطول الأمطار الغزيرة. تاريخياً، تشهد المنطقة معدلات هطول مطري عالية مقارنة ببقية مناطق المملكة، مما يحتم على الجهات الخدمية اتخاذ تدابير وقائية صارمة قبل بدء الموسم لضمان سلامة البنية التحتية.
الأثر التنموي والاجتماعي
لا تقتصر أهمية هذه الإجراءات على الجانب الوقائي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب التنموي والاقتصادي. فالحفاظ على شبكة طرق آمنة وخالية من تجمعات المياه يضمن استمرار الحياة اليومية دون انقطاع، ويسهل حركة التنقل بين القرى والمراكز، خاصة وأن المنطقة تعد وجهة سياحية وزراعية هامة. إن كفاءة شبكات التصريف تعكس جودة البنية التحتية وتساهم في تعزيز جودة الحياة، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير الخدمات البلدية.
دعوات للحيطة والحذر
وفي ختام استعداداتها، دعت البلديتان جميع المواطنين والمقيمين إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار، والابتعاد عن مجاري السيول والأودية، وعدم المجازفة بقطعها. كما شددت على أهمية التواصل مع مركز البلاغات الموحد (940) للإبلاغ عن أي تجمعات للمياه أو ملاحظات قد تشكل خطراً على السلامة العامة، مؤكدة أن فرق الطوارئ على أهبة الاستعداد للتدخل السريع والمعالجة الفورية.


