spot_img

ذات صلة

17 بطاقة حمراء في كأس بوليفيا: تفاصيل معركة ريال أورورو وبلومينغ

في ليلة كان من المفترض أن تكون احتفالاً بكرة القدم اللاتينية وشغفها المعتاد، تحولت مواجهة الإياب في كأس بوليفيا بين فريقي "ريال أورورو" و"بلومينغ" إلى ساحة معركة حقيقية لا تمت للروح الرياضية بصلة. المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2، لم يتصدر نتيجتها عناوين الصحف، بل طغت عليها أحداث العنف المؤسفة التي أسفرت عن إشهار الحكم لـ 17 بطاقة حمراء دفعة واحدة، في واقعة نادرة الحدوث في ملاعب الساحرة المستديرة.

تفاصيل الشرارة التي أشعلت الملعب

بدأت القصة في الدقائق الأخيرة من المباراة، حيث كانت الأعصاب مشدودة للغاية نظراً لحساسية لقاءات خروج المغلوب. ما بدأ كمشادة لفظية واحتكاك بسيط بين اللاعب "سيباستيان زيبالوس" وعدد من لاعبي فريق بلومينغ، تحول في رمشة عين إلى اشتباك بالأيدي. وسرعان ما تطور الأمر لتدخل دكة بدلاء الفريقين، ليتحول المستطيل الأخضر إلى حلبة مصارعة جماعية، غابت فيها كرة القدم وحضرت اللكمات والركلات.

ولم يتوقف الأمر عند حد الاشتباك بين اللاعبين، بل طال الأجهزة الفنية، حيث تعرض مدرب فريق ريال أورورو لإصابة بالغة استدعت نقله فوراً إلى المستشفى، وتشير التقارير الطبية الأولية إلى إصابته بكسر في الكتف نتيجة التدافع والضرب، وهو ما يعكس حجم العنف الذي سيطر على المشهد.

تدخل أمني وفوضى عارمة

أمام هذا الانفلات الأمني غير المسبوق، اضطرت قوات الشرطة المتواجدة في الملعب للتدخل بقوة. ودخل نحو 20 شرطياً مدججين بمعدات مكافحة الشغب إلى أرضية الميدان، مستخدمين الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق اللاعبين والإداريين وفض الاشتباك الذي استمر لعدة دقائق وسط ذهول الجماهير والمتابعين خلف الشاشات.

السياق العام: العنف في ملاعب أمريكا الجنوبية

تأتي هذه الحادثة لتعيد فتح ملف العنف في ملاعب كرة القدم بأمريكا الجنوبية. فعلى الرغم من أن القارة اللاتينية هي منبع للمواهب الكروية الفذة، إلا أن بطولاتها المحلية والقارية (مثل كوبا ليبرتادوريس وكأس سود أمريكانا) غالباً ما تشهد أحداثاً مشابهة نتيجة الشحن الجماهيري الزائد والضغط النفسي الكبير على اللاعبين. وتعتبر هذه الواقعة في كأس بوليفيا حلقة جديدة في سلسلة من الأحداث التي تستدعي وقفة حازمة من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) والاتحادات المحلية لفرض عقوبات رادعة تتجاوز الإيقاف للمباريات.

تداعيات المباراة ومستقبل الفريقين

بعد هدوء العاصفة، وجد حكم المباراة نفسه مضطراً لاتخاذ قرارات تاريخية، حيث أشهر البطاقة الحمراء في وجه 17 فرداً من الفريقين (لاعبين أساسيين، احتياطيين، وإداريين). ورغم هذه النهاية المأساوية، تأهل فريق بلومينغ إلى الدور نصف النهائي من البطولة مستفيداً من فوزه في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1، ليقصي بذلك ريال أورورو بمجموع المباراتين.

من المتوقع أن يصدر الاتحاد البوليفي لكرة القدم خلال الساعات القادمة حزمة من العقوبات القاسية والغرامات المالية على الناديين، وقد تمتد العقوبات لتشمل حرمان الجماهير من الحضور أو نقل مباريات خارج الأرض، في محاولة لضبط المشهد الكروي الذي شوهته هذه الليلة السوداء.

spot_imgspot_img