أكدت القيادات الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي أن الحرب الروسية الأوكرانية قد دخلت في مرحلة مفصلية وحاسمة، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لضمان عدم انزلاق الأمور إلى سيناريوهات أكثر تعقيداً. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الجبهات الميدانية تطورات متسارعة، تضع الأمن الأوروبي والعالمي على المحك.
سياق الصراع والخلفية التاريخية
منذ اندلاع العمليات العسكرية في الرابع والعشرين من فبراير 2022، مرت الحرب في أوكرانيا بعدة منعطفات استراتيجية. بدأت بمحاولات السيطرة السريعة على العاصمة كييف، ثم تحولت إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تركزت في أقاليم الشرق والجنوب. واليوم، وبعد مرور فترة طويلة على بدء النزاع، يرى المحللون والمسؤولون الأوروبيون أن الأشهر القليلة القادمة ستكون محددة لمستقبل الصراع، حيث تسعى الأطراف المتحاربة لتعزيز مواقعها قبل أي مفاوضات محتملة أو تصعيد شامل.
أهمية مرحلة الحسم الحالية
تكمن خطورة المرحلة الحالية في تداخل عدة عوامل عسكرية وسياسية. ميدانياً، هناك سباق مع الزمن لتأمين الإمدادات العسكرية والذخائر، وهو ما أشار إليه الاتحاد الأوروبي مراراً بضرورة تسريع وتيرة الدعم لكييف. سياسياً، تمثل هذه المرحلة اختباراً حقيقياً لوحدة الصف الأوروبي وقدرة الغرب على الاستمرار في تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري في ظل التحديات الداخلية التي تواجهها بعض الدول الأعضاء.
التأثيرات الإقليمية والدولية المتوقعة
لا تقتصر تداعيات “مرحلة الحسم” على الجغرافيا الأوكرانية فحسب، بل تمتد لتشمل:
- الأمن الغذائي والطاقة: أي تصعيد جديد قد يهدد ممرات الحبوب أو البنية التحتية للطاقة، مما يعيد شبح التضخم وارتفاع الأسعار عالمياً.
- إعادة تشكيل التحالفات: نتائج هذه المرحلة ستحدد شكل النظام الأمني الأوروبي لعقود قادمة، وقد تؤدي إلى تسريع انضمام دول جديدة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
- الرسائل الجيوسياسية: تعتبر هذه الحرب اختباراً للقانون الدولي؛ فنتائجها سترسل رسائل واضحة حول مفاهيم السيادة وحرمة الحدود للدول حول العالم.
وفي الختام، تشير التحركات الأوروبية الأخيرة إلى قناعة راسخة بأن التباطؤ في اتخاذ القرارات الحاسمة الآن قد تكون تكلفته باهظة جداً في المستقبل القريب، ليس فقط على أوكرانيا، بل على استقرار القارة العجوز بأكملها.


