سادت حالة من الحزن والتعاطف في الأوساط الرياضية المصرية خلال الساعات القليلة الماضية، عقب تداول مقطع فيديو واستغاثة عاجلة وجهها أحد الحكام الدوليين السابقين والمشهورين في كرة القدم المصرية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مناشداً إياه التدخل لإنقاذه وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له بعد تدهور حالته الصحية والمادية بشكل كبير عقب اعتزاله التحكيم.
تفاصيل استغاثة الحكم الدولي
جاءت هذه الاستغاثة لتسلط الضوء مجدداً على المعاناة التي يعيشها بعض رموز الرياضة المصرية، وتحديداً في قطاع التحكيم، بعد ابتعادهم عن الأضواء. وقد ظهر الحكم الدولي في رسالته وهو يشرح تفاصيل أزمته الصحية التي تتطلب تدخلاً جراحياً وعلاجاً مستمراً يفوق قدراته المالية الحالية، مؤكداً أنه خدم الرياضة المصرية لسنوات طويلة في المحافل المحلية والدولية، ولم يكن يتوقع أن يؤول به الحال إلى عدم القدرة على تحمل نفقات علاجه.
ملف رعاية قدامى الرياضيين.. أزمة متكررة
تفتح هذه الواقعة الباب واسعاً لمناقشة ملف “رعاية قدامى الرياضيين” في مصر، وهو الملف الذي طالما أثار جدلاً واسعاً. فعلى الرغم من المبالغ الطائلة التي يتم تداولها في صناعة كرة القدم حالياً، إلا أن منظومة التأمين الاجتماعي والصحي للحكام والمدربين واللاعبين المعتزلين لا تزال بحاجة إلى تطوير جذري. ويعاني قطاع كبير من الحكام السابقين، الذين لم يحصلوا على الملايين التي يتقاضاها لاعبو الجيل الحالي، من غياب مظلة تأمينية قوية تحميهم من غدر الزمان وتقلبات الظروف الصحية.
دور الدولة وتدخلات الرئيس الإنسانية
من الجدير بالذكر أن هذه الاستغاثة تأتي في وقت عهد فيه المصريون استجابة سريعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للحالات الإنسانية، خاصة تلك المتعلقة برموز المجتمع والرياضة. وقد سبق للرئيس أن وجه بعلاج العديد من الرياضيين والفنانين على نفقة الدولة، مؤكداً في أكثر من مناسبة على تقدير الدولة لأبنائها الذين ساهموا في رفع اسمها عالياً. وتنتظر الجماهير الرياضية استجابة مماثلة لهذه الحالة، بالتوازي مع تحركات وزارة الشباب والرياضة التي عادة ما تبادر في مثل هذه المواقف بالتنسيق مع اتحاد الكرة لبحث سبل الدعم المتاحة.
أهمية التحرك المؤسسي
ويرى خبراء ونقاد رياضيون أن الحل لا يجب أن يقتصر على الاستجابات الفردية للاستغاثات، بل يجب أن يكون هناك تحرك مؤسسي من قبل رابطة الأندية واتحاد الكرة المصري لتفعيل صندوق رعاية القدامى بشكل أكثر فاعلية، يضمن حياة كريمة لمن أفنوا شبابهم في الملاعب، ليكون ذلك بمثابة رسالة وفاء واطمئنان للأجيال الحالية والقادمة.


