في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قراراً يسمح للأندية الأوروبية بالاحتفاظ بلاعبيها الأفارقة لفترة أطول مما كان مقرراً سابقاً، وذلك قبل انطلاق منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية. يأتي هذا القرار كحل وسط في ظل الصراع المستمر بين الأندية الكبرى والاتحادات الوطنية حول مواعيد تحرير اللاعبين للمشاركة في البطولات القارية.
تفاصيل قرار الفيفا والمرونة في المواعيد
أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم في خطابه الموجه للاتحادات القارية والأوروبية، أن الأندية لها الحق في الاحتفاظ بنجومها المحترفين حتى موعد متأخر يسبق انطلاق البطولة بأيام قليلة، بدلاً من الموعد القانوني المعتاد الذي يفرض تحرير اللاعبين قبل 14 يوماً من المباراة الافتتاحية. يهدف هذا الاستثناء إلى تمكين الأندية، وخاصة في الدوري الإنجليزي الممتاز، من الاستفادة من خدمات لاعبيها خلال فترة الأعياد والمباريات المزدحمة التي تشهدها الدوريات الأوروبية في بداية العام.
السياق التاريخي: صراع الأندية والمنتخبات
لا يعد هذا القرار وليد اللحظة، بل هو حلقة جديدة في مسلسل الشد والجذب التاريخي بين رابطة الأندية الأوروبية (ECA) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). لطالما اشتكت الأندية الأوروبية من توقيت إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية في شهري يناير وفبراير، وهو الوقت الذي تكون فيه المنافسات المحلية والقارية في أوروبا في ذروتها. في المقابل، يصر الاتحاد الأفريقي على حقه في تنظيم بطولته الكبرى وضمان تواجد أفضل النجوم لتمثيل بلدانهم، معتبراً أن اللعب للمنتخب الوطني هو شرف وواجب لا يجب أن تعيقه التزامات الأندية.
تأثير القرار على المنتخبات الأفريقية
من المتوقع أن يلقي هذا القرار بظلاله على استعدادات المنتخبات الأفريقية، حيث سيؤدي تأخر وصول اللاعبين المحترفين إلى تقليص فترة المعسكرات التدريبية والمباريات الودية التحضيرية. يعتمد مدربو المنتخبات بشكل كبير على هذه الفترة لخلق الانسجام بين اللاعبين القادمين من مدارس كروية مختلفة. هذا التأخير قد يضع المنتخبات التي تعتمد كلياً على المحترفين في أوروبا تحت ضغط كبير لترتيب أوراقها الفنية قبل صافرة البداية.
الأهمية الاقتصادية والفنية للحدث
تعتبر كأس الأمم الأفريقية واحدة من أهم البطولات القارية عالمياً، حيث تضم نخبة من ألمع نجوم الكرة العالمية مثل محمد صلاح، ساديو ماني، ورياض محرز. التوازن بين المصالح الاقتصادية للأندية الأوروبية التي تدفع رواتب ضخمة لهؤلاء النجوم، وبين الحقوق الوطنية للمنتخبات، يظل معادلة صعبة يسعى الفيفا لضبطها لضمان عدم تضرر أي طرف بشكل فادح، مع الحفاظ على رونق البطولة وقوتها التنافسية.


