في ليلة تاريخية شهدتها العاصمة البيروفية ليما، عاد نادي فلامينغو البرازيلي ليعتلي عرش كرة القدم في أمريكا الجنوبية، محققاً لقب «كوبا ليبرتادوريس» بعد فوز دراماتيكي ومستحق على غريمه التقليدي ومواطنه بالميراس بهدف نظيف. هذا الانتصار لم يكن مجرد تتويج بكأس، بل كان بمثابة بلسم لجراح جماهير «الروخي بلانكو» التي انتظرت أربع سنوات كاملة للثأر من الهزيمة المؤلمة أمام المنافس ذاته في نهائي نسخة 2021.
تفاصيل ليلة الحسم في المونيمونتال
شهد ملعب «مونيمونتال»، الذي يحمل ذكريات سعيدة لفلامينغو منذ تتويجه في 2019، مواجهة تكتيكية من العيار الثقيل. وجاءت لحظة الحسم في الدقيقة 67 عبر أقدام اللاعب دانيلو، الذي أطلق تسديدة قوية ارتطمت بالقائم قبل أن تعانق الشباك، معلنة عن هدف الفوز الغالي. هذا الهدف لم يمنح الفريق اللقب فحسب، بل كسر عقدة التفوق التي فرضها بالميراس في السنوات الأخيرة، ليعيد رسم خريطة القوى في الكرة البرازيلية.
هيمنة برازيلية وأرقام قياسية جديدة
بهذا التتويج الرابع في تاريخه، يرسخ فلامينغو مكانته كأحد عمالقة القارة، معادلاً الرقم القياسي للأندية البرازيلية الأكثر تتويجاً بالبطولة. ويأتي هذا الإنجاز في سياق هيمنة مطلقة لأندية «السامبا» على البطولة القارية الأغلى في أمريكا الجنوبية خلال السنوات الخمس الأخيرة. ووفقاً للإحصائيات، فإن هذا اللقب يحمل الرقم 25 للأندية البرازيلية، مما يضعها جنباً إلى جنب مع الأندية الأرجنتينية في صدارة الدول الأكثر حصداً للقب عبر التاريخ، وهو مؤشر واضح على الطفرة الاقتصادية والفنية التي تعيشها الكرة البرازيلية مقارنة بنظيراتها في القارة.
أبعاد الانتصار: من الثأر المحلي إلى العالمية
لا تتوقف أهمية هذا الفوز عند حدود القارة اللاتينية؛ فالتتويج بكوبا ليبرتادوريس يمنح فلامينغو تذكرة العبور المباشرة للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، حيث تتاح له الفرصة لمقارعة أبطال أوروبا وباقي القارات. كما يضمن هذا اللقب انتعاشة اقتصادية هائلة لخزينة النادي بفضل الجوائز المالية الضخمة التي يمنحها اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، مما يعزز من قدرة النادي على استقطاب المزيد من النجوم والحفاظ على استقراره الفني.
لقد أثبت فلامينغو في هذه الملحمة الكروية أن العودة من الانكسار ممكنة، وأن الإصرار على الثأر الرياضي يمكن أن يولد طاقة جبارة تقود إلى منصات التتويج، ليؤكد مجدداً أن «المجد الأبدي» هو شعار يليق بكتيبة الأبطال التي قاتلت حتى الرمق الأخير لإسعاد الملايين من عشاقها حول العالم.


