spot_img

ذات صلة

محادثات جنيف للسلام في أوكرانيا: تفاصيل الخطة الأمريكية

جنيف في قلب الدبلوماسية العالمية لإنهاء حرب أوكرانيا

تتجه أنظار العالم اليوم (الأحد) إلى مدينة جنيف السويسرية، التي تحتضن جولة محادثات رفيعة المستوى وصفت بالحاسمة، تجمع مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وأوكرانيا، إلى جانب مستشارين للأمن القومي من القوى الأوروبية الكبرى: فرنسا، بريطانيا، وألمانيا. الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع هو مناقشة مسودة خطة سلام مثيرة للجدل، أعدتها واشنطن بهدف وضع نهاية للحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، تاركةً وراءها دماراً هائلاً وأزمة إنسانية متفاقمة.

خلفية الصراع وجهود السلام المتعثرة

لم تكن هذه المحاولة الدبلوماسية هي الأولى من نوعها. فالصراع الذي اندلع بشكل واسع في فبراير 2022، تعود جذوره إلى عام 2014، وشهد منذ ذلك الحين العديد من المبادرات السياسية التي لم تكلل بالنجاح، أبرزها اتفاقيات مينسك. ومع استمرار الحرب، تزايدت الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سلمي يوقف نزيف الدماء ويعيد الاستقرار إلى المنطقة. تأتي محادثات جنيف في سياق هذا الزخم الدبلوماسي المكثف، لكنها تحمل في طياتها بنوداً قد تعيد رسم خريطة المنطقة وتحدد مستقبل أوكرانيا لعقود قادمة.

تفاصيل الخطة الأمريكية ومواقف الأطراف

يتركز النقاش حول خطة سلام أمريكية من 28 نقطة. وقد وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى جنيف لقيادة المحادثات. وأوضح روبيو عبر منصة “إكس” أن الاقتراح الذي طرح الأسبوع الماضي أعدته واشنطن ليكون “إطار عمل قوي للمفاوضات”، مشيراً إلى أنه يستند إلى مدخلات سابقة من الجانب الأوكراني. ومع ذلك، أشار السيناتور مايك راوندز إلى وجود رواية أخرى، حيث نقل عن روبيو قوله إن الولايات المتحدة كانت مجرد “متلقٍ” للاقتراح ونقلته إلى أوكرانيا، مؤكداً: “إنها ليست توصيتنا، وليست خطتنا”.

ضغوط ومهلة نهائية تزيد من تعقيد المشهد

يزيد من حساسية الموقف المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تنتهي يوم الخميس المقبل، للموافقة على الخطة. تتضمن البنود الأكثر إثارة للجدل دعوة أوكرانيا إلى التنازل عن أراضٍ، وقبول قيود دائمة على جيشها، والتخلي بشكل نهائي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي هذا السياق، حذر الرئيس زيلينسكي من أن بلاده تخاطر إما بفقدان “كرامتها وحريتها” أو بفقدان الدعم الحيوي من واشنطن.

التأثير المتوقع والموقف الأوروبي والروسي

تراقب القوى الإقليمية والدولية هذه المحادثات عن كثب. فمجموعة الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إيطاليا، يشاركون في الاجتماع، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لأي اتفاق محتمل على الأمن الأوروبي. ويرى القادة الأوروبيون أن الخطة الأمريكية، رغم تأييدها لمطالب روسية رئيسية، يمكن أن تكون “أساساً” للمحادثات، لكنها تحتاج إلى “عمل إضافي” لضمان اتفاق أفضل لكييف. من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطة بأنها أساس محتمل للحل، لكنه ألمح إلى أن موسكو قد تعترض على بعض البنود، خاصة تلك التي قد تتطلب انسحاب قواتها من مناطق سيطرت عليها. ويبقى الأمل معقوداً على أن تسفر هذه المفاوضات المعقدة عن صياغة اتفاق نهائي يرضي الأطراف ويحقق السلام المستدام في أوكرانيا.

spot_imgspot_img