في إنجاز أدبي وثقافي بارز يُضاف إلى سجل الإبداع الخليجي، حقق الشاعر الكويتي الشهير حامد زيد فوزاً مستحقاً بجائزة «كنز الجيل» في دورتها الحالية، وذلك عن ديوانه الشعري المتميز «وابقى جبل». ويأتي هذا التتويج ضمن فئة «الإصدارات الإبداعية»، ليعكس المكانة المرموقة التي يحظى بها الشعر النبطي في المشهد الثقافي العربي، وليؤكد على استمرار تدفق العطاء الأدبي لواحد من أبرز شعراء الساحة الشعبية في الخليج.
جائزة كنز الجيل: رؤية لإحياء التراث الشعري
تعد جائزة «كنز الجيل»، التي يطلقها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، واحدة من أهم المبادرات الثقافية التي تعنى بالأدب الشعبي. تستلهم الجائزة رؤيتها من الأشعار المروية عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سعياً لإعلاء شأن الشعر النبطي بوصفه مرآة تعكس هوية المجتمع وتاريخه وقيمه الأصيلة. وتهدف الجائزة بشكل رئيسي إلى تكريم الأعمال الشعرية التي تبرز جماليات هذا الفن، وتوثق الذاكرة الشعرية للمنطقة، مما يجعل فوز حامد زيد بها اعترافاً نقدياً رفيع المستوى بتجربته.
حامد زيد: مسيرة حافلة في ساحة الشعر النبطي
لا يعتبر فوز حامد زيد بهذه الجائزة وليد الصدفة، بل هو تتويج لمسيرة شعرية امتدت لسنوات طويلة، استطاع خلالها أن يشكل ظاهرة شعرية فريدة جمعت بين جزالة اللفظ وقوة الأداء المنبري. يُعرف زيد بأسلوبه الخاص الذي يمزج بين الحداثة في الصورة الشعرية والأصالة في المبنى اللغوي، وقد حققت قصائده السابقة مثل «السفينة»، و«الجمهرة»، و«الحلم» انتشاراً واسعاً تجاوز حدود الخليج ليصل إلى كافة أرجاء الوطن العربي. ويأتي ديوان «وابقى جبل» ليضيف لبنة جديدة في هذا البنيان الشعري، مقدماً نصوصاً تتسم بالنضج الفني والعمق الإنساني.
أهمية الحدث وتأثيره الثقافي
يكتسب هذا الحدث أهمية خاصة تتجاوز البعد الشخصي للشاعر؛ فهو يمثل دافعاً قوياً للحراك الثقافي في المنطقة، ويشجع المبدعين في مجال الشعر النبطي على إصدار دواوين مطبوعة ترقى لمعايير الجوائز الدولية. كما يعزز هذا الفوز من مكانة أبوظبي كحاضنة للإبداع ومركز إشعاع حضاري يحتفي بالمبدعين العرب. إن تسليط الضوء على الإصدارات الإبداعية من خلال جوائز بقيمة «كنز الجيل» يساهم بشكل فعال في حفظ التراث غير المادي، ويضمن نقله للأجيال القادمة بصورة تليق بتاريخ المنطقة العريق.
ختاماً، يمثل ديوان «وابقى جبل» تجربة تستحق القراءة والتأمل، وفوزه بجائزة كنز الجيل هو شهادة على أن الكلمة الصادقة والمعبرة تظل قادرة على الوصول إلى القلوب وحصد التقدير في المحافل الرسمية والشعبية على حد سواء.
