أثارت الأنباء الأخيرة حول الحالة الصحية لسيدة الشاشة الخليجية، الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، حالة من القلق والترقب في الأوساط الفنية والجماهيرية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي. وقد أعلنت الصفحة الرسمية للفنانة عن تعرضها لوعكة صحية جديدة، مما استدعى توجيه نداءات للمحبين والجمهور بتكثيف الدعاء لها لتجاوز هذه المحنة العارضة.
تفاصيل الوعكة الصحية والمناشدات الرسمية
في تطور مفاجئ للحالة الصحية، نشر الحساب الرسمي للفنانة حياة الفهد عبر منصة «إنستغرام» منشوراً مؤثراً تضمن دعاءً بالشفاء العاجل، جاء فيه: «اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، وألبسها ثوب الصحة والعافية يا رب، ابتسامتج أبد ما تفارقنا، وما لنا غير الصبر والأمل بالله سبحانه وتعالى». وقد تفاعل الآلاف من المتابعين ونجوم الفن مع هذا المنشور، معبرين عن تضامنهم الكامل مع القامة الفنية الكبيرة.
كما حرص فريق إدارة حساب الفنانة على مناشدة الجمهور بالدعاء لها في هذه الأوقات الحرجة، مستشهدين بالآية الكريمة: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ»، وهو ما يعكس دقة الموقف الصحي وحاجة الفنانة للدعم المعنوي والروحاني من جمهورها العريض الذي ارتبط بها عبر عقود من الزمن.
السجل الطبي وتداعيات أزمة أغسطس
تأتي هذه الوعكة الجديدة امتداداً لسلسلة من التحديات الصحية التي واجهتها الفنانة مؤخراً. ففي شهر أغسطس الماضي، مرت حياة الفهد بأزمة صحية دقيقة استدعت دخولها إلى غرفة العناية المركزة. ووفقاً للتقارير الطبية حينها، فقد عانت من مضاعفات نتجت عن إجراء عملية قسطرة، مما أدى إلى حدوث جلطة دماغية، وهو الأمر الذي جعل حالتها الصحية محط اهتمام ومتابعة دقيقة من قبل الفريق الطبي المشرف.
نفي الشائعات وتوضيح الحقائق
وفي ظل تضارب الأنباء وانتشار الشائعات التي غالباً ما ترافق مرض المشاهير، خرج خالد الراشد، رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي، في تصريح سابق لصحيفة «عكاظ» ليضع حداً للأقاويل المتداولة. حيث نفى الراشد بشكل قاطع كافة الشائعات المغرضة التي تحدثت عن وفاة الفنانة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن حالتها تشهد استجابة للعلاج وتحسناً ملحوظاً، داعياً الجميع إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
حياة الفهد.. مسيرة فنية وتاريخية عريقة
لا يمكن قراءة خبر مرض الفنانة حياة الفهد كخبر عابر، فهي تُعد أحد الأعمدة الرئيسية التي قام عليها الفن الكويتي والخليجي. بدأت مسيرتها الفنية في ستينيات القرن الماضي، وساهمت في تشكيل الهوية الدرامية للمنطقة. لم تكتفِ الفهد بالتمثيل، بل هي كاتبة سيناريو محترفة قدمت للمكتبة العربية أعمالاً ناقشت قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة.
تعتبر حياة الفهد، الملقبة بـ«سيدة الشاشة الخليجية»، رمزاً من رموز الزمن الجميل، حيث شكلت ثنائيات فنية خالدة، أبرزها مع رفيقة دربها الفنانة سعاد عبدالله. إن تأثيرها يتجاوز الحدود الجغرافية للكويت، حيث يعتبرها الجمهور العربي جزءاً من ذاكرته الفنية، مما يفسر حالة التعاطف الكبيرة والخوف الجماعي عند سماع أي أنباء تتعلق بصحتها. وتظل الآمال معقودة على تجاوزها لهذه الأزمة لتعود لجمهورها ومحبيها وهي ترفل بثوب الصحة والعافية.


