حقق فيلم «هوبال» للمخرج السعودي البارز عبدالعزيز الشلاحي إنجازاً سينمائياً جديداً بفوزه بجائزة «فاصلة» في نسختها الثانية، وذلك بعد منافسة محتدمة شهدت مشاركة واسعة من الإنتاجات المحلية. وقد تمكن الفيلم من حسم اللقب لصالحه من بين 13 فيلماً استوفت جميع الشروط والمعايير الفنية للمسابقة، مما يؤكد جودة الطرح السينمائي الذي يقدمه الشلاحي وفريق عمله.
قائمة الأفلام المنافسة
شهدت المسابقة تنوعاً كبيراً في الأعمال المقدمة، مما يعكس الحراك الفني النشط في المملكة. وتنافس على الجائزة إلى جانب «هوبال» قائمة ضمت 13 فيلماً سعودياً هي: «هجرة»، «المجهولة»، «القيد»، «قشموع»، «سوار»، «فخر السويدي»، «إسعاف»، «شباب البومب 2»، «تشويش»، «ليل نهار»، «صيفي»، و«الزرفة». هذا التنوع في العناوين يشير إلى غزارة الإنتاج وتعدد الثيمات التي يتناولها صناع الأفلام السعوديون الشباب.
قصة «هوبال».. عزلة في قلب الصحراء
تدور أحداث فيلم «هوبال» في إطار درامي مشوق داخل المملكة العربية السعودية، حيث يسلط الضوء على قصة عائلة بدوية اتخذت قراراً مصيرياً بالعيش في عزلة تامة في قلب الصحراء. يستعرض الفيلم التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجهها العائلة في ظل هذه العزلة، وكيفية تعاملهم مع قسوة الطبيعة ومتغيرات الحياة. العمل من إخراج عبدالعزيز الشلاحي، وسيناريو مفرج المجفل، ويضم طاقم تمثيل مميزاً يشمل إبراهيم الحساوي، حمدي الفريدي، ميلا الزهراني، وفايز بن جريس.
عبدالعزيز الشلاحي.. مسيرة من النجاحات
لا يعد فوز «هوبال» مفاجأة تامة للمتابعين للشأن السينمائي، نظراً للتاريخ الفني للمخرج عبدالعزيز الشلاحي. فقد سبق للشلاحي أن قدم أعمالاً تركت بصمة واضحة، أبرزها فيلم «حد الطار» الذي نال استحسان النقاد وحصد جوائز في مهرجانات دولية، بل وتم ترشيحه لتمثيل المملكة في جوائز الأوسكار سابقاً. يعكس هذا الفوز الجديد استمرارية الشلاحي في تقديم سينما واقعية تلامس الهوية السعودية وتغوص في تفاصيلها الدقيقة، مستفيداً من التطور الكبير في أدوات الصناعة وكتابة السيناريو.
نهضة السينما السعودية ورؤية 2030
يأتي هذا التتويج في سياق نهضة شاملة يعيشها قطاع الأفلام في المملكة العربية السعودية تحت مظلة رؤية 2030، التي أولت اهتماماً خاصاً بقطاع الثقافة والترفيه. إن تزايد عدد الأفلام المتنافسة في جوائز مثل «فاصلة» يعد مؤشراً إيجابياً على نضج التجربة السينمائية المحلية، وانتقالها من مرحلة الهواية إلى الاحترافية. تساهم هذه الفعاليات في خلق بيئة تنافسية ترفع من سوية الأعمال، مما يعزز حضور الفيلم السعودي ليس فقط محلياً، بل في المحافل والمهرجانات السينمائية الإقليمية والدولية، مرسخاً بذلك مكانة المملكة كوجهة رائدة لصناعة المحتوى في الشرق الأوسط.


