في خطوة عسكرية جديدة تهدف إلى تقويض قدرات التنظيمات الإرهابية في المنطقة، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عن تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة التي أسفرت عن تدمير 15 موقعاً تابعاً لتنظيم «داعش» داخل الأراضي السورية. وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم ومنع عودته لتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تفاصيل العملية العسكرية
أوضحت القيادة المركزية للتحالف أن العمليات استهدفت بنية تحتية حيوية يستخدمها عناصر التنظيم للاختباء وتخزين الأسلحة، بالإضافة إلى مواقع تُستخدم للتخطيط لشن هجمات إرهابية. وأشارت التقارير إلى أن هذه الضربات تم تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، مما يعكس التطور النوعي في عمليات الرصد والمتابعة التي يقوم بها التحالف بالتعاون مع الشركاء المحليين على الأرض لضمان دقة الاستهداف وتقليل المخاطر على المدنيين.
السياق التاريخي للصراع ضد داعش
لفهم أهمية هذه الضربات، يجب العودة إلى السياق العام للصراع. منذ إعلان القضاء الجغرافي على ما يسمى بـ «دولة الخلافة» في الباغوز عام 2019، تحول تنظيم داعش من السيطرة المكانية المباشرة إلى تبني استراتيجية «حرب العصابات» والخلايا النائمة. يتركز نشاط التنظيم حالياً في المناطق الصحراوية الوعرة (البادية السورية) والمناطق الحدودية، حيث يستغل التضاريس الصعبة للاختباء وإعادة تنظيم صفوفه. وقد دأب التحالف الدولي منذ تأسيسه في عام 2014 على ملاحقة فلول التنظيم لمنعهم من استعادة أي نفوذ جغرافي.
الأهمية الاستراتيجية وتأثير الحدث
تكتسب هذه العملية أهمية خاصة في التوقيت الحالي، حيث يحاول التنظيم استغلال أي فجوات أمنية أو توترات جيوسياسية في المنطقة لإعادة الظهور. إن تدمير 15 موقعاً دفعة واحدة يوجه رسالة قوية مفادها أن التحالف لا يزال ملتزماً بمهامه، وأن الضغط العسكري سيستمر بلا هوادة. على الصعيد الإقليمي، تساهم هذه العمليات في تعزيز أمن الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى الدول المجاورة. أما دولياً، فإن استمرار تفكيك البنية التحتية لداعش يقلل من احتمالية تخطيط التنظيم لعمليات خارجية قد تستهدف عواصم عالمية، مما يعزز الأمن والسلم الدوليين.
وختاماً، يؤكد الخبراء العسكريون أن المعركة ضد الفكر المتطرف وخلاياه النائمة هي معركة طويلة الأمد تتطلب نفساً طويلاً وتعاوناً استخباراتياً مستمراً، حيث لا يكفي النصر العسكري المباشر دون تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة فلوله في مخابئهم النائية.


