spot_img

ذات صلة

اغتيال قائد بحزب الله في بيروت: تصعيد إسرائيلي خطير

في تصعيد هو الأخطر منذ بدء المواجهات على الحدود اللبنانية، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية دقيقة في قلب العاصمة بيروت، مساء الأحد، مستهدفة قيادياً رفيع المستوى في حزب الله. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارة نجحت في اغتيال هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ “أبو علي”، الذي تشير التقارير الإسرائيلية إلى أنه يشغل منصب رئيس أركان الحزب، ويُعتبر شخصية محورية في جناحه العسكري.

استهدفت الضربة شقة سكنية في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل رئيسي لحزب الله. ويأتي هذا الاغتيال كحلقة في سلسلة من العمليات التي تستهدف قادة الحزب، لكن أهميته تكمن في رتبة الطبطبائي وموقعه، فضلاً عن تنفيذ العملية في عمق العاصمة اللبنانية، بعيداً عن مناطق الاشتباك المعتادة في الجنوب. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن هذه لم تكن المحاولة الأولى لاغتيال الطبطبائي، حيث سبق أن نجا من محاولتين خلال الحرب الأخيرة، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها لإسرائيل.

خلفية الصراع المتصاعد

تأتي هذه العملية في سياق المواجهات العسكرية المشتعلة بين إسرائيل وحزب الله منذ الثامن من أكتوبر 2023، والتي اندلعت غداة عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس. ومنذ ذلك الحين، تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل تبادلاً شبه يومي للقصف، حيث يطلق حزب الله الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي عنيف على أهداف في جنوب لبنان. وقد أسفرت هذه المواجهات عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية.

أهمية الهدف وتداعيات الاغتيال

يُعد هيثم الطبطبائي أحد أبرز العقول العسكرية في حزب الله، وشريكاً أساسياً للقيادي محمد حيدر في جهود إعادة بناء وتطوير القدرات العسكرية للحزب، خاصة بعد حرب عام 2006. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، كان الطبطبائي مسؤولاً عن تنسيق العمليات العسكرية وتجهيز القوات، مما يجعل اغتياله ضربة موجعة للقيادة الميدانية للحزب. وقد أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن العملية نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مما يضفي عليها بعداً دولياً ويعكس حجم التخطيط الذي سبقها.

يمثل هذا الاغتيال رسالة إسرائيلية واضحة بأنها مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها وتجاوز “قواعد الاشتباك” التي سادت بشكل غير رسمي خلال الأشهر الماضية. فاستهداف بيروت بهذه الطريقة، كما حدث سابقاً مع اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري في يناير 2024، يؤكد أن إسرائيل لن تتردد في ضرب أهداف عالية القيمة في أي مكان داخل لبنان. ويزيد هذا التطور من المخاوف الإقليمية والدولية من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، خاصة مع تزايد التهديدات من القادة العسكريين الإسرائيليين بالانتقال إلى “مرحلة حاسمة” على الجبهة الشمالية لضمان أمن المستوطنات الحدودية.

spot_imgspot_img