spot_img

ذات صلة

مناورات إسرائيلية وتأهب شمالاً خشية رد حزب الله الانتقامي

في خطوة تعكس حجم التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية، بدأ الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، مناورة عسكرية واسعة النطاق في الشمال تحت اسم «الدفاع والقوة»، تزامناً مع رفع حالة التأهب إلى مستويات عليا. تأتي هذه التحركات الاستباقية في أعقاب اغتيال القيادي البارز في حزب الله، هيثم أبو علي الطبطبائي، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أثار مخاوف جدية من رد انتقامي وشيك.

تمتد المناورات على مدار يومين وتشمل مناطق حيوية واستراتيجية مثل الجليل الشرقي، مرتفعات الجولان المحتلة، الوديان، وصولاً إلى جبل دوف (مزارع شبعا). وتهدف التدريبات، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، إلى اختبار جاهزية القوات لمختلف السيناريوهات المفاجئة، وصقل مهارات القيادات الميدانية في تقييم الأوضاع واتخاذ القرارات الحاسمة وإدارة القوات بكفاءة في حال اندلاع حرب شاملة.

خلفية الصراع المستمر

تأتي هذه التطورات في سياق جبهة مشتعلة بشكل شبه يومي منذ الثامن من أكتوبر 2023، غداة عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس. حيث أعلن حزب الله فتح “جبهة إسناد” لغزة، ليبدأ فصلاً جديداً من المواجهات العسكرية مع إسرائيل، هي الأعنف منذ حرب لبنان عام 2006. وشهدت الأشهر الماضية تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار عبر الحدود، استهدف خلاله حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية، بينما ردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف طال بلدات جنوب لبنان وبنى تحتية تابعة للحزب، وأسفر عن اغتيال عدد من كبار قادته الميدانيين.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

يحمل اغتيال الطبطبائي في قلب معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية أهمية رمزية وعملياتية كبيرة، ويُنظر إليه على أنه ضربة موجعة للحزب قد تدفعه إلى رد يتجاوز “قواعد الاشتباك” التي سادت بشكل غير رسمي خلال الفترة الماضية. وعلى الصعيد المحلي، أدت هذه المواجهات إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود، وتحويل البلدات الحدودية إلى مناطق عسكرية مغلقة، مما تسبب في شلل اقتصادي واجتماعي.

إقليمياً ودولياً، يثير التصعيد الحالي قلقاً بالغاً من احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة النطاق قد لا تقتصر على لبنان وإسرائيل، بل قد تجر أطرافاً إقليمية أخرى، وعلى رأسها إيران. وتكثف أطراف دولية، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا، جهودها الدبلوماسية لاحتواء الموقف والتوصل إلى تسوية سياسية تعيد الهدوء إلى الحدود، غالباً ما تتمحور حول التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.

تفاصيل المناورة وحالة الاستنفار

يشرف على المناورات رئيس الأركان إيال زامير، وتتضمن اختباراً فورياً لجاهزية الفرقة 210. وحذر الجيش من أنه خلال الساعات القادمة، سيتم تسجيل حركة عسكرية كثيفة، وسماع أصوات انفجارات وتحليق متواصل للطائرات في محيط التمرين. وبالتزامن، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجيش عزز انتشار قواته بسبب مخاوف من أن يستغل حزب الله ظروف الطقس الشتوي وضعف الرؤية لشن هجوم. من جهتها، أكدت مصادر عسكرية لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن سلاح الجو عزز منظومات الدفاع الجوي في الشمال تحسباً لاحتمال إطلاق صواريخ من لبنان، في ظل حالة من عدم اليقين حول طبيعة وتوقيت الرد المحتمل من حزب الله.

spot_imgspot_img