spot_img

ذات صلة

إسرائيل تفرج عن مراهق أمريكي بعد 9 أشهر من الاعتقال الإداري

أفرجت السلطات الإسرائيلية عن مراهق يحمل الجنسية الأمريكية بعد أن قضى تسعة أشهر كاملة رهن الاحتجاز دون توجيه أي تهم رسمية إليه، في قضية سلطت الضوء مجدداً على سياسة "الاعتقال الإداري" التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي طالت في الآونة الأخيرة عدداً من حملة الجنسيات الأجنبية.

تفاصيل الإفراج والاعتقال الإداري

جاء الإفراج عن المراهق بعد فترة طويلة من الترقب والقلق عاشتها عائلته، حيث تم احتجازه بموجب أوامر الاعتقال الإداري. هذا النوع من الاعتقال يسمح للجيش الإسرائيلي باحتجاز الأفراد لفترات قابلة للتجديد إلى أجل غير مسمى دون محاكمة أو توجيه تهمة واضحة، استناداً إلى ما تسميه السلطات "أدلة سرية" لا يُسمح للمعتقل أو لمحاميه بالاطلاع عليها. وتعود جذور هذا القانون إلى فترة الانتداب البريطاني، إلا أن إسرائيل توسعت في استخدامه بشكل ملحوظ، خاصة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

سياق التصعيد في الضفة الغربية

لا يمكن فصل هذه الحادثة عن السياق العام المتوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية. فمنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، شنت القوات الإسرائيلية حملات اعتقال واسعة النطاق في مدن وقرى الضفة الغربية. وتشير التقارير الحقوقية والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى إلى أن أعداد المعتقلين إدارياً قد تضاعفت بشكل غير مسبوق، حيث طالت هذه الحملات القاصرين والنساء وكبار السن، مما يعكس سياسة أمنية متشددة تهدف إلى قمع أي حراك محتمل في الضفة.

الأبعاد الدولية والدبلوماسية

يحمل هذا الحدث أهمية خاصة نظراً لجنسية المعتقل الأمريكية، مما يضع إدارة الرئيس جو بايدن تحت ضغط متزايد فيما يتعلق بحماية مواطنيها في الخارج. لطالما أثارت قضايا اعتقال المواطنين الأمريكيين من أصول فلسطينية توترات دبلوماسية مكتومة بين واشنطن وتل أبيب. ويأتي هذا الإفراج في وقت تتزايد فيه المطالبات من قبل أعضاء في الكونغرس ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة بضرورة مراجعة الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، وضمان معاملة عادلة للمواطنين الأمريكيين بغض النظر عن أصولهم العرقية.

الموقف الحقوقي والقانوني

من الناحية القانونية، تواصل المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" انتقادها الشديد لسياسة الاعتقال الإداري، معتبرة إياها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري والاحتجاز التعسفي للسكان المحتلين. ويشكل احتجاز القاصرين والمراهقين نقطة سوداء إضافية في هذا الملف، حيث يؤكد الخبراء النفسيون والحقوقيون أن تجربة السجن دون تهمة تترك آثاراً نفسية عميقة ومدمرة على الأطفال والمراهقين، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الممارسات.

spot_imgspot_img